تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا تستعد لشن هجوم على تنظيم داعش في ليبيا مطلع هذا العام، خاصة بعد أن كثف تنظيم داعش في ليبيا هجومه على مناطق نفطية في البلاد يطلق عليها اسم "الهلال النفطي" والتي تقع على امتداد الساحل الشمالي لليبيا.

ورغم أن الحكومة الشرعية في طبرق تسيطر على حقول النفط الضخمة، إلا أن العديد من الحقول الأخرى تقع تحت سيطرة الميليشيات المختلفة، وبعيدا عن سيطرة الحكومة، مما أثار أطماع تنظيم داعش في ليبيا للسيطرة عليها، إذ تعتبر سرت معقلا لداعش إضافة إلى مناطق تمتد عبر السواحل شرقي العاصمة طرابلس.

وأوردت أنباء عن أن حوالي 5000 من تنظيم داعش أمنوا بالفعل أكثر من 10 حقول نفط رئيسية، ليضيف الملايين من الدولارات لتمويل حربه المتطرفة.

داعش يهاجم موانئ نفط شرقي ليبي

ولم يكتف التنظيم بالتحرك غرب ليبيا ففي الأيام القليلة الماضية استطاع التقدم باتجاه الهلال النفطي في هجمة مباغتة بدأها بتفجير سيارة مفخخة في بوابة السدرة تلتها هجمة من عدة محاور على ميناء السدرة.

يأتي هذا التطور، في ظل أنباء تشير بأن هناك قوات أجنبية تتواجد على الأراضي الليبية وتقوم بتدريب الجيش للتصدي لهذا التنظيم الذي أصبح يتمدد في مدن ليبيا يوما بعد يوم.

وعدا عن أن ليبيا تملك احتياطات ضخمة من الغاز والنفط، فهي تحظى بأهمية جيوسياسية للغرب لعدة أسباب ومن بينها أن منع داعش من الحصول على أي نفوذ في ليبيا يصعب على التنظيم التنسيق والتخطيط للمؤامرات الإرهابية مع الفروع الأخرى مثل داعش في سيناء أو ما يسمى بـ"ولاية بيت المقدس" أو داعش ليبيا أو داعش الأم في سوريا والعراق.

كما أن موقع ليبيا أيضا على ساحل المتوسط يجعل منه بؤرة ومنصة انطلاق لشن هجمات على أوروبا وتونس والجزائر والمغرب أيضا. وبالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت ليبيا ممرا رئيسيا لمهربي البشر بإرسال أمواج من اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا.

ولهذه الأسباب كلها يفكر الغرب في الدخول في تدخل عسكري جديد في ليبيا منذ عدة أشهر، لتخرج هذه الخطط إلى حيز التنفيذ عما قريب.

الغرب يستعد لضرب داعش ليبيا

وتؤكد تقارير إعلامية وصول قوة جوية خاصة بريطانية إلى ليبيا، لوضع حجر الأساس لتدخل القوات الغربية المتحالفة.

وستشمل القوة حوالي 1000 جندي من سلاح المشاة البريطاني، كما تشير التقارير إلى أن حجم القوة المشاركة قد يصل إلى 6000 جندي من البحرية الأميركية وقوات من دول أوروبية – تقودها إيطاليا وبدعم من فرنسا وربما من إسبانيا أيضا.

ووفقا لوسائل إعلام فإن القوات البريطانية والفرنسية والأميركية ستنتشر على الأراضي الليبية للتمهيد لعملية عسكرية وصفت بأنها أكبر إنزال حربي منذ الحرب الكورية في عام 1952.

وتتحرك إحدى القوات غربا نحو طرابلس لتحريرها من الميليشيات المتطرفة وتسليمها للحكومة المركزية الليبية. أما الوحدات الأخرى فستتحرك إلى الشرق للسيطرة على مدينة بنغازي.

وبحسب مراقبين، فإن الحرب في ليبيا ستشهد تغييرا في التكتيك الأميركي وسياستها تجاه الشرق الأوسط، حيث ستتولى واشنطن مهمة رأس الحربة في هذه الحملة العسكرية.

ويهدف التدخل العسكري إلى السيطرة على حقول النفط والغاز في ليبيا، وتجفيف منابع داعش ليبيا والحد من قدرته على تنفيذ هجمات في تونس والجزائر والمغرب وأوروبا. بالإضافة إلى ذلك سيتمكن الغرب من وقف المد البشري وطوفان اللاجئين والمهاجرين القادمين من ليبيا.

داعش يصعد عملياته في ليبيا

فقبل نحو أربعة أعوام ومع هبوب رياح ما سمي بـ"الربيع العربي" في عام 2011، تدخل الغرب ومن بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبتفويض من الأمم المتحدة لمساعدة الفصائل الليبية لإطاحة نظام الزعيم معمر القذافي.

وعقب ذلك، انقلبت الفصائل على بعضها البعض لتقحم البلاد في فوضى تتفاقم شيئا فشيئا. وباتت ميليشيات فجر ليبيا التي شنت هجومها الأول على مطار طرابلس بحجة حماية العاصمة قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.

فالميليشيات التي شنت هجوما على مدن غربي ليبيا كورشفانة والزنتان وهجمت على الهلال النفطي بغية السيطرة عليها تعاني اليوم من انشقاقات كبيرة أدت إلى كسر عمودها الفقري. وبعد انسحاب عدد كبير من ميليشيات مصراته من هذا التحالف بقي في العاصمة الليبية ميليشيات موالية لجماعات متطرفة كجماعة ليبيا المقاتلة.