لا تعد الخروق التي يرتكبها الحوثيون في الهدنة التي أعلن عنها بالتزامن مع انطلاق محادثات سويسرا مع الحكومة اليمنية بالأمر المستغرب، خاصة على ميليشيا طالما امتهنت التمادي وعهدت عليها المماطلة والنأي عن الإذعان لأي وقف لإطلاق النار، رغم التزام القوات الموالية للشرعية والمدعومة من قبل التحالف العربي بالتزاماتها منذ سريان الهدنة أمس.

وتتبع ميليشيا الحوثي وصالح تكتيكات مضللة لتظهر زيفا التزامها بالهدنة من خلال الرفع المؤقت للحواجز والنقاط العسكرية، وإعادة إغلاقها بعد فترة قصيرة، إضافة إلى استخدامها وسائل الإعلام لتسريب دعايات تروج لها بالتزامها بوقف إطلاق النار أو بالهدنات الإنسانية.

ولا تنحصر خروقات مليشيا الحوثي وصالح فقط خلال إعلانات وقف إطلاق النار، إنما تتجاوز ذلك في عرقلة وصول المواد الإغاثية الإنسانية للمدنيين في المدن اليمنية كافة وخاصة مدينة تعز.

مساعدات إنسانية من التحالف لليمنيين

فقد اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بتضييق الحصار على تعز ، حيث أغلقت الميليشيات آخر معبر لدخول المواد الإنسانية سواء الغذائية أو الدوائية للمدينة، واحتجزوا أكثر من 30 شاحنة إغاثية منذ الأسبوع الماضي.

ففي نوفمبر الماضي، اتهم ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق إغاثات الطوارئ، الحوثيين في إعاقة تسليم إمدادات إنسانية للمدنيين بمدينة تعز وحذر من أن ما يصل إلى 200 ألف شخص يعيشون في "حصار فعلي" بالمدينة.

وأضاف في بيان صدر في نيويورك أمس الثلاثاء "جماعة الحوثيين واللجان الشعبية تغلق طرق الإمداد وتواصل إعاقة توصيل الإمدادات الإنسانية الطارئة لمدينة تعز، في ظل حاجة السكان لمياه الشرب والعلاج وغيرهما من المساعدات اللازمة لإنقاذ حياتهم وحمايتهم.

واستشهد أوبراين بتقارير ذكرت أن إمدادات الإغاثة المتجهة للمدينة لم تصل لمستحقيها، حيث تتعرض قوافل المساعدات لعمليات سلب ونهب من قبل الميليشيات الحوثية، خصوصاً على المدخل الشمالي للضالع، وكذلك في ضاحية الحوبان شرق تعز.

نقص خطير بالأدوية في تعز

وفي أكتوبر اتهمت منظمة أطباء بلا حدود المتمردين الحوثيين برفض إدخال شحنة مساعدات طبية مرسلة إلى مستشفيين في منطقة محاصرة من تعز رغم أسابيع من المفاوضات المكثفة معهم.

كما دعا برنامج الأغذية العالمي بتوفير سبل آمنة للوصول إلى مدينة تعز اليمنية، متهما ميليشيات الحوثي بمنع وصول إمدادات الطعام، الأمر الذي جعل الآلاف من السكان يعانون الجوع والسغب الشديدين.

وفي تقرير صادر لها في ديسمير، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأحد، إن الحوثيين أغلقوا عشرات المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني في كافة المدن اليمنية شرقها وغربها.

انتهاكات الحوثي بتعز تعرقل الحوار

ورغم الجهود الدولية الحثيثة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في اليمن، فإن الإرهاب الحوثي يحد من وصول هذه المساعدات، في ظل سطوة الميليشيات على المنافذ الرئيسية المؤدية للمتضررين من المدنيين. 

وربما يشي كل ذلك بأن مليشيا الحوثي ومرتزقة المخلوع صالح لديهم عدم الجدية في إحلال السلام ، وأن الهدنة ماهي إلا من أجل كسب الوقت وتحين الفرص وتحقيق مكاسب على الأرض، وأنها لا ترغب إلا في أن تعد العدة لخوض حرب جديدة مستبقة أي نتائج قد تفضي عنها محادثات سويسرا.