في أحدث حلقة من مسلسل الخطف والعنف المتنقل بين المناطق الليبية الخاضعة لسيطرة الميليشيات المتشددة المتحالفة مع المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، استفاقت مدينة صرمان الخميس على اختطاف 3 أطفال أشقاء.

ورغم أن المعلومات الأولية استبعدت أي خلفية سياسية لعملية الخطف التي طالت الأشقاء الثلاثة، فإن الأزمة السياسية والانفلات الأمني وانتشار الميليشيات وقوى الأمر الواقع، تعد من أبرز أسباب استمرار معاناة الليبيين.

وأكبر الأشقاء الذين كانوا في طريقهم إلى المدرسة، قبل أن يخطفهم مسلحون مجهولون في صرمان، الواقعة على بعد 60 كلم من طرابلس، يبلغ من العمر 13 عاما، حسب ما قال قريبهم محمد لـ"سكاي نيوز عربية".

وعلى الرغم من أن أحد أفراد العائلة عضو سابق بالمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، إلا أن محمد رجح أن المسلحين خطفوا الأطفال الثلاثة بقصد ابتزاز ذويهم، لاسيما أن والدهم وعمومتهم من الميسورين، ويعملون بالتجارة منذ أعوام.

وتؤكد هذه الحادثة أن المدنيين وحدهم يدفعون ثمن العنف والفوضى الناجمين عن تحالف تيارات سياسية مع الميليشيات المتشددة التي تحارب الشرعية المتمثلة بالجيش الوطني، لتحافظ على مناطق نفوذها ومكتسباتها.

واللافت أن خطف الأطفال الثلاثة يأتي بعد أيام قليلة على اختطاف عضو مجلس النواب عن مدينة العزيزية، نبيل عون، في منطقة زاوية الدهماني في طرابلس، التي تخضع لسيطرة تحالف المؤتمر الوطني وميليشيا "فجر ليبيا".

وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا دانت، الأربعاء، اختطاف عون وجددت إعرابها عن قلقها "لتزايد عمليات الاختطاف والاعتقال للمدنيين، على أساس الهوية الاجتماعية والمواقف السياسية بعموم البلاد وطرابلس".

وفي البيان نفسه، الذي نشرته وكالة الأنباء الليبية، أعربت اللجنة عن إدانتها لـ"استمرار اختطاف نجل رئيس مجلس الشورى والحكماء ورشفانة السابق محمد تنتوش، الذي تم خطفه من قبل مجهولين في العاصمة طرابلس".