الشيخ زويد.. مسرح هجمات تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي أطلق على نفسه اسم "ولاية سيناء" وبايع تنظيم "داعش"، ضد قوات الأمن المصرية المنتشرة في محافظة شمال سيناء.
والشيخ زويد إحدى المدن المهمة في المحافظة، وتقع بين العريش (30 كيلومتر غربا) ورفح (15 كيلومتر شرقا)، وتشتهر بطبيعتها الوعرة ويغلب على سكانها الطابع القبلي، ومن جنوبها يتخذ مسلحو "أنصار بيت المقدس" معقلا، حيث تنطلق معظم الهجمات من هذه الجهة.
وتعتمد الرؤية العسكرية المصرية للسيطرة علي مدينة الشيخ زويد، على إقامة حائط عسكري من الأكمنة، وانتشار القوات علي الأرض، مدعومة بضربات جوية مكثفة بشكل منظم لإنهاك التنظيم، الذي قتل العشرات من قوات الأمن على مدار العامين الماضيين، وخسر المئات من مسلحيه.
ويوجد بالشيخ زويد معسكر كبير للجيش يسمي معسكر الزهور، ويضم قوات من كتيبتي الصاعقة والمشاة الميكانيكي، ويتم تحديد حجم القوات طبقا لاتفاقية "كامب ديفيد" التي أبرمتها مصر مع إسرائيل في سبعينات القرن الماضي.
ورغم أن الاتفاقية تلزم الجانب المصري بحجم معين للقوات، فإن القاهرة نسقت مع الجانب الإسرائيلي بعد احتجاجات 25 يناير 2011، لإدخال المزيد من القوات وطائرات الأباتشي والمركبات العسكرية إلى المنطقة "ج" في سيناء، لمواجهة تردي الأوضاع الأمنية بالمنطقة.
إلا أن خبراء عسكريين يرون أن القوات المصرية بالشيخ زويد لا تزال غير كافية لمواجهة التحديات الأمنية، مقارنة بمساحة المدينة.
ويبلغ تعداد سكان الشيخ زويد قرابة 60 ألف نسمة، ينتمي أغلبهم لقبيلة "السواركة"، أكبر قبائل المدينة، وتأتي بعدها 3 قبائل أصغر هي "الريشات" و"الرميلات" و"الترابين".
ويعود أصل قبيلة "السواركة" إلى شمال الحجاز (السعودية حاليا)، وتتكون من 4 عشائر أساسية فيما تندرج تحتها عشائر أخرى فرعية.
ويري باحثون في مجال الإسلام السياسي أن الفكر المتطرف ظهر في الشيخ زويد في الثمانينات لدى بعض عائلات "السواركة"، لكن بشكل محدود، وبدأت هذه الظاهرة في التنامي بشكل علني عندما بدأ خالد مساعد عام 2004 في تأسيس أول تنظيم إرهابي بسيناء يدعى "التوحيد والجهاد"، وكانت أغلب عناصره من قبيلة السواركة، كما هو تنظيم أنصار بيت المقدس حاليا.
ولا تدخل الشيخ زويد ضمن عمليات إخلاء السكان التي ينفذها الجيش في مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة، المجاورة للشيخ زويد، حسبما أكدت مصادر عسكرية في سيناء.
إلا أن بعض سكان المدينة يخططون لمغادرتها حاليا بسبب تردي الأوضاع الأمنية وتكثيف المسلحين عملياتهم العسكرية، بينما يناشد الجيش المصري أهالي المدينة بالبقاء بها حتى لا يحتل المسلحون منازلهم.
وعانت الشيخ زويد، كغيرها من مدن شمال سيناء، إهمالا من الدولة امتد لعقود، مما أدى إلى انتشار البطالة بين شبابها، كما دفع البعض إلى أعمال غير مشروعة مثل تهريب وتجارة البشر والمخدرات.