أبرز الواقع المقسم الذي يعيشه العراق، والقائم على حسابات طائفية، مشهدا جديدا من معاناة الشعب العراقي، حين رفضت العاصمة بغداد فتح أبوابها لآلاف النازحين من مدينة الرمادي إثر سقوطها بيد داعش، في وقت فتحت لهم حكومة كردستان أبواب إقليمها المتمتع بحكم ذاتي.

فبعد سقوط مركز محافظة الأنبار بيد مسلحي داعش فر الآلاف من المدنيين من الرمادي هربا من الحرب متوجهين إلى عاصمة بلدهم، ليتجمعوا بالآلاف على جسر بزيبز الممتد فوق نهر الفرات والذي يربط بين محافظتي الأنبار وبغداد.

انتظر هؤلاء النازحون بمن فيهم من الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن أكثر من أسبوع يطرقون أبواب العاصمة العراقية هربا من جحيم داعش، لكن مساعيهم في دخول بغداد ووجهت بالرفض.

وعاش النازحون على أبواب بغداد أوضاعا مأساوية في ظل نقص الغذاء والدواء والسكن في العراء تحت لهيب الشمس الحارقة، في أجواء وصلت فيها درجات الحرارة إلى ما يقارب الـ50 درجة مئوية، مما أدى إلى تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض، وتسبب في حالات وفاة بين النساء والأطفال وكبار السن.

تحت هذه الضغوط عادت بغداد ووافقت على دخول بعض النازحين الذين يتوفر من يكفلهم في العاصمة لتترك باقي الناحين يواجهون مصيرهم، رغم أن الدستور العراقي يكفل لأي مواطن حرية التنقل بين محافظات البلاد.

إلا أن حكومة إقليم كردستان سارعت إلى إنقاذ من ينتظر على أبواب العاصمة، عندما استجابت لمناشدة المسؤولين في الأنبار وجرى اتفاق يقضي بنقل العالقين عند مداخل بغداد إلى أراضي كردستان بعد الموافقة على استقبالهم بدون كفيل.

وعلى صعيد متصل، أشار عضو مجلس محافظة الأنبار، أركان خلف الطرموز، في تصريحات صحفية إلى قبول دول مجاورة للعراق وأخرى إقليمية، باستضافة نازحي الأنبار كلاجئين لديها مشيرا إلى أن الأردن وتركيا من بين تلك الدول.