في الهجوم الأخير على حي فشلوم، الواقع وسط العاصمة الليبية طرابلس، الذي أسفر عن مقتل 21 واعتقال العشرات من مؤيدي الجيش الليبي، تشير أصابع الاتهام إلى عبد الرؤوف كارة، الملقب بـ"الشيخ الملازم".

ويقود كارة حاليا ميليشيا تابعة لـ"فجر ليبيا" التي تسيطر على طرابلس منذ الصيف الماضي، تعرف باسم "قوات الردع الخاصة"، علما أن الحكومة الليبية المعترف بها دوليا تعتبر "فجر ليبيا" جماعة إرهابية.

ويرتبط كارة بالمشاركة في عدد من الجماعات المسلحة في ليبيا، التي ساهمت في إزكاء حالة الفوضى في البلاد في أعقاب سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، كما أنه متهم بارتكاب العديد من الانتهاكات تجاه المدنيين.

فـ"الشيخ الملازم"، الذي كان سجينا في عهد القذافي ولم يشارك في الثورة التي أسقطته، أصبح عضوا في المجلس العسكري بطرابلس تحت قيادة عبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الليبية المقاتلة سابقا، الذي يمتلك تاريخا مليئا بالروابط بالجماعات الإرهابية.

بعدها أعلن كارة تشكيل "كتيبة النواصي" وأصبح آمرا لها، وقال في البداية إنها أنشئت لمداهمة تجار المخدرات في طرابلس، لكنها تورطت في هجوم على منزل في ورشفانة قرب طرابلس، قتل خلاله مسنان فوق السبعين عاما.

كما شارك كارة في حصار وزارة الخارجية في طرابلس نهاية أبريل 2013، أثناء المطالبة بتطبيق قانون العزل السياسي، وعندما خرج أهالي العاصمة في مظاهرات مطالبين بفك الحصار هاجمتهم ميليشياته واعتقلت العشرات منهم.

ولدى كارة مركز لإعادة التأهيل في قاعدة معيتيقة، تقول مصادر ليبية إن محاضرات "تحريضية" تعطى لزوارها، وإن العديد ممن دخلوا هذا المركز انضموا بعد ذلك لمجموعات متشددة في درنة وصبراته وبنغازي، خصوصا "أنصار الشريعة".

وفي وقت سابق، دانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" وفاة محتجز لدى ميليشيات كارة، ادعى وقتها الأخير أنه توفي بسبب البرد القارص، بينما أشارت تقارير طبية إلى وجود كسور في جمجمته وإصابات أخرى.

ويضاف كارة إلى قادة الجماعات المسلحة "المتشددة"، الذين تسعى الأمم المتحدة من خلال رعايتها الحوار الليبي، لدمجهم في السلطة المقبلة في البلاد.