أدلى طبيبان سوريان وبعض الناجين بشهادات عن استخدام القوات الحكومية لغاز الكلور كسلاح كيمياوي ضد قرى في شمال غرب سوريا وريف العاصمة دمشق، وذلك أمام سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الخميس.

وفي الجلسة غير الرسمية، تحدث الطبيب ساهر سحلول، الذي يترأس الجمعية الطبية الأميركية السورية، ومحمد تناري، الذي عالج الضحايا في هجوم مفترض بغاز الكلور في 12 مارس الماضي ضد بلدة سرمين بمحافظة إدلب (شمال غرب).

وعرض تناري الذي كان مديرا لمستشفى بمحافظة إدلب، تسجيلا مصورا لمحاولات فاشلة لإنقاذ أرواح ثلاثة أشقاء، تراوحت أعمارهم بين عام وثلاثة أعوام، قتلوا من جراء الهجوم بالإضافة إلى والديهم وجدتهم.

كما استمع سفراء الدول الـ15، إلى شهادة قصي زكريا، الذي نجا من هجوم بالأسلحة الكيمياوية في ريف دمشق في 21 أغسطس 2013، كانت دول غربية وعربية قد اتهمت النظام السوري بالوقوف وراءه.

وقال زكريا، بعد الإدلاء بشهادته، "قلت لمجلس الأمن إن هذه الجريمة بقيت بدون عقاب، وإن عدم تحرك المجلس زاد من التطرف لأن عدم التحرك يغذي اليأس".

وكانت الحكومة السورية قد وافقت بعد هذا الهجوم، وتحت تهديد بشن ضربات أميركية، على التخلص من ترسانتها الكيميائية بإشراف دولي، تنفيذا لقرار دولي صدر في سبتمبر 2013.

وتجري منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، التي أشرفت مع الأمم المتحدة على تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية، تحقيقا حول استخدام غاز الكلور في سوريا على أن يستند مجلس الأمن إلى خلاصاتها لاتخاذ تدابير محتملة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سمانتا باور، "يجب أن نعرف بدقة المسؤولين عن هذه الهجمات"، مضيفة "كل شيء يدل أنها نفذت بواسطة مروحيات، وفقط نظام الأسد يملك مروحيات".

وأكدت أن الاجتماع كان "استثنائيا تماما ومثيرا للمشاعر للغاية.. لم أر عينا غير دامعة أثناء الاجتماع"، في حين أشار آخرون حضروا الاجتماع إلى أن كثيرين من الحضور بكوا بعد سماع الشهادات.

وتتهم واشنطن ولندن وباريس النظام السوري بشن الهجمات بالكلور، مؤكدة أن القوات الحكومية تملك وحدها مروحيات قادرة على نشر هذا الغاز.

جدير بالذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش كانت قد اتهمت، الثلاثاء الماضي، القوات السورية بإلقاء ست مرات في مارس الفائت براميل تم ملؤها بالكلور في شمال غرب البلاد، وطالبت مجلس الأمن بالتحرك.