بعد معارك التصدي للجوع الكافر طوال سنتين، يعيش أهالي مخيم اليرموك في جنوب سوريا أسطورة صمود جديدة بوجه الاجتياح الإرهابي الذي يقوده تنظيم الدولة بتسهيل من جبهة النصرة.

ويشهد المخيم الفلسطيني اشتباكات عنيفة بين مسلحي تنظيم داعش والنصرة من جهة وأكناف بيت المقدس التابعة لحركة حماس من جهة أخرى، والخاسر الأكبر هم سكان المخيم الواقعون بين نيران هذا وذاك.

ولم يتبق في مخيم اليرموك إلا نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني، من أصل حوالي 170 ألف لاجئ لا يستطيعون التواصل ما بينهم بسبب الحصار والاشتباك المسلح المستمر من قبل تنظيم الدولة وجبهة النصرة والمجموعات المسلحة.

وأوضح ناشطون معارضون أن تنظيم الدولة يستخدم سكان المخيم "دروعا بشرية". وأن " السكان محاصرون من داعش. وقناصو داعش يمنعونهم من الخروج من المخيم كي يستخدموهم دروعا بشرية".

وأضاف الناشطون أن الرجال والنساء والأطفال سوريين وفلسطينيين على حد سواء يرتعدون في منازلهم التي تعرضت للضرب وهم يشعرون بخوف عميق، ويتوقون بيأس للحصول على الأمن والغذاء والماء.. إنه من المستحيل عمليا على المدنيين أن يغادروا اليرموك حيث إن أية محاولة للحركة في العراء تجلب معها خطرا كبيرا".

وقال شهود عيان إن تنظيم داعش يقتل الرجال والنساء والأطفال حين يخرجون من المساجد بعد تأدية الصلاة، حيث يسمح لهم بالدخول للصلاة ثم يقتلهم على باب المسجد.

ويعاني المخيم، الذي تحاصره القوات النظامية منذ أكثر من عام، من نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية تسبب بحوالى مئتي وفاة. وتراجع عدد سكانه من نحو 170 ألفا قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد إلى حوالى 18  ألفا.

وفي يونيو 2014، تم التوصل إلى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف إجراءات الحصار.