ربط باحثون سياسيون ليبيون، البيان المشترك الصادر السبت عن عدة قوى غربية بشأن ليبيا، بتراجع المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، التي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها بعملية عسكرية كبيرة.

ورحبت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا باستئناف الحوار السياسي بين الفرقاء في ليبيا، في وقت تواصلت به المحادثات في الصخيرات بالمغرب بهدف التوصل إلى اتفاق حول وقف القتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وهي ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها صدور مثل هذه البيانات مع تقدم الجيش الليبي وتراجع المجموعات المسلحة، في عمليات عسكرية بهذا البلد.

لكن دعوة التهدئة التي أطلقتها القوى الغربية بشأن ليبيا، اعتبرها الكاتب والباحث السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق "نسفا" لجهود الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، من أجل "إعادة الأمان للعاصمة طرابلس".

وقال معتوق في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إن "توقيت البيان خطأ. الآن عندما يفكر الجيش في تطهير طرابلس وإعادة الأمان لأهلها، تصدر مثل هذه البيانات الغربية التي تدعم المجموعات المسلحة".

وتسيطر مجموعات مسلحة تقودها قوات "فجر ليبيا" على طرابلس منذ صيف العام الماضي، وشكلت حكومة موازية لم تحظ باعتراف دولي، أما الحكومة الرسمية فاتخذت من مدينتي طبرق والبيضاء شرقا قاعدة لها.

ويسعى الجيش الليبي إلى استعادة السيطرة على المدن الموالية لـ"فجر ليبيا" وأولها طرابلس، وبدأ قبل يومين عملية عسكرية لتطويق المسلحين بها.

وتابع معتوق: "الغرب حريص على وجود الإخوان (المرتبطين بفجر ليبيا) في السلطة، لذلك يطلقون مثل هذه البيانات" كلما اقترب الجيش من الحسم وتراجعت الجماعات المسلحة المرتبطة بالإخوان على الأرض.

ويتفق مدير مؤسسة "كويليام" للأبحاث نعمان بن عثمان، مع معتوق في الطرح ذاته، إذ يرى أن "البيانات الغربية بشأن ليبيا مرتبطة بخارطة طريق معدة بعيدا عن واقع المجتمع الليبي، تعتمد على تمكين كتلة الإخوان من السلطة".

وأكد بن عثمان في حواره إلى "سكاي نيوز عربية" أن "الغرب هو الذي يحمي الإخوان الآن بعد أن فشلوا في أكثر من منافسة عبر صناديق الاقتراع".

كما يتفق الرجلان في ضرورة أن يكون "الحل السياسي موازيا للعسكري"، في إشارة إلى مفاوضات المغرب، لكنهما رفضا حكومة تشارك فيها الجماعات التي تعتبرها الحكومة المؤقتة "إرهابية".

وتغرق ليبيا في الفوضى بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011، على خلفية احتجاجات شعبية نشبت ضده ثم تحولت إلى حرب.