ربط محللون سياسيون، تحدثوا إلى "سكاي نيوز عربية"، بين الهجوم على متحف باردو بالعاصمة التونسية، الأربعاء، والفوضى الأمنية التي تشهدها الجارة ليبيا، حيث أصبحت الأخيرة "مرتعا" للجماعات المسلحة المتشددة، وأبرزها "تنظيم الدولة".

ولم يستبعد الصحفي التونسي محمد بوغلاب، أن تكون "جماعة أنصار الشريعة" الموجودة في تونس وليبيا، وراء الهجوم على متحف باردو، مشيرا في الوقت نفسه إلى "كتيبة عقبة بن نافع" التونسية المتشددة.

ومن ضمن الدلائل التي تشير إلى امتداد الإرهاب على طرفي الحدود بين تونس وليبيا، نوه بوغلاب إلى تواجد قائد "جماعة أنصار الشريعة" في تونس، سيف الله بن عمر بن حسين، المعروف باسم "أبو عياض"، على الأراضي الليبية، وتحديدا في درنة التي يتخذها "تنظيم الدولة" معقلا له.

"آفة تونس"

وأكد على أن "آفة تونس هي الإرهاب والتهريب" القادم من ليبيا، مشيرا إلى صعوبة السيطرة المطلقة على الحدود الممتدة بين البلدين، لا سيما مع وجود "مهربين محترفين".

ورجح أن تكون "خلايا إرهابية نائمة" على صلة مع تلك التي في ليبيا وراء هجوم باردو، مشيرا في هذا الصدد إلى اعتقال شخص تونسي في سبتمبر الماضي، اعترف في حينه بوجود مخازن للأسلحة للإرهابيين على الحدود مع ليبيا.

وأوضح بوغلاب أن الهجوم على المتحف في باردو يأتي في ظل مناقشة مجلس الشعب التونسي، هذه الأيام، قانون مكافحة الإرهاب، حيث تناقش لجنة التشريع العام في المجلس، الأربعاء، مشروع القانون قبل عرضه على البرلمان في الأيام المقبلة.

روابط وصلات

وفككت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، شبكات تقوم بإرسال شبان للقتال في ليبيا في صفوف الجماعات المسلحة المتشددة، مما دفع الجيش التونسي إلى تعزيز انتشاره العسكري على الحدود مع ليبيا.

وأفادت تقارير صحفية، غير مؤكدة، السبت الماضي، بمقتل أحمد الرويسي، المعروف باسم "أبو زكريا التونسي"، في مواجهات بين داعش والجيش الليبي في سرت الليبية. وتتهم الحكومة التونسية الرويسي باغتيال المعارض التونسي اليساري شكري بلعيد في فبراير 2013.

"مسرح واحد"

من جانبه، أوضح مدير مؤسسة "كوليام" للأبحاث نعمان بن عثمان أن "الإرهابيين يعتبرون ليبيا وتونس مسرحا واحدا لعملياتهم من الناحية الاستراتيجية، متخطين الحدود الجغرافية للبلدين".

وأكد أنه "من الناحية التكتيكية، فإن الهجوم على المتحف في باردو يأخذ صبغة محلية"، مشيرا في الوقت نفسه إلى "وجود معسكرات تدريب وتأهيل وتهريب للأسلحة والأفراد على طرفي الحدود بين البلدين".