جاء التفجير الذي استهدف اجتماعا لقادة جبهة النصرة، جناح تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا، وأسفر عن مقتل عدد من قادتها، متزامنا مع ما يتردد عن مطالبة الجبهة "فك ارتباطها" بالقاعدة لتسهيل تمويلها كمعارضة سورية "معتدلة".

كما جاء استهداف النصرة، بينما وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض يلتقي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

ورغم أن كيري قدم مباشرة من لقاءاته بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في سويسرا، والعنوان الرئيسي لزيارته للسعودية هو اطلاع الشركاء الخليجيين على تطورات مفاوضات الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، إلا أن عددا من المراقبين لم يفته الربط بين كل ما يجري.

تعددت الاحتمالات والاستنتاجات بشأن استهداف قيادات النصرة، فمن يرى أن خلافات داخل الجماعة الإرهابية تعطل تحولها إلى رأس حربة دولية وإقليمية لإسقاط النظام في دمشق، وربما كان التفجير بهدف تخليص النصرة من قيادات متشددة لا تريد التخلي عن خطها.

فيما يحلل عدد ممن يوصفون بأنهم "خبراء الجماعات الإرهابية" العملية بأنها قد تكون عملا انتقاميا من جماعة متطرفة أخرى في سوريا، في إطار صراع بين تلك الجماعات على النفوذ والسيطرة، خاصة أن المتحدث الأميركي باسم التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب نفى أن تكون طائرات التحالف شنت غارات قرب إدلب، حيث وقع التفجير.

تبييض وجه الإرهاب

وبعيدا عن التصريحات الرسمية، يقول متابعون للتطورات في الشرق الأوسط إن كل التحركات والأحداث إنما تستهدف "تبييض وجه الإرهاب والتطرف" في المنطقة كلها ليس في سوريا فقط، ومحاولة كسب تأييد خليجي لذلك التوجه "الأميركي/البريطاني أساسا.

ولا يفصل هؤلاء بين جهود تغيير شكل جبهة النصرة "بتنقيتها من المقاتلين الأجانب واقتصارها على سوريين، وضم ألوية وكتائب متشددة أخرى صغيرة"، وجهود فرض حكم وجيش في ليبيا يضم جماعات إرهابية ومتطرفة من الإخوان إلى أتباع القاعدة.

ومع اقتراب الموعد النهائي لصفقة اتفاق غربي مع إيران، لا شك لن يقتصر على موضوع الملف النووي، وما بدر من تصريحات رسمية أميركية "تستحسن" قيادة إيران لحرب برية على داعش في العراق، تعمل قوى إقليمية في مقدمتها تركيا لترويج "احتواء جماعات متشددة"، يمكن أن تكون مقابل لمحاربة إيران لتنظيم الدولة.

إلا أن تجارب سابقة على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة أثبتت أن ذلك توجه لا يجدي، ونتيجته النهائية هي "تفريخ المزيد من الإرهابيين" في المنطقة.