رسخت عملية تحرير مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين من تنظيم الدولة، تدخل إيران وحليفها حزب الله اللبناني في قيادة المعركة ضد المتشددين في العراق، الأمر الذي قد يثير حفيظة بعض العراقيين.

فبعد ساعات قليلة على إعلان بغداد بدء العمليات العسكرية لطرد داعش من المنطقة، ظهر قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري، قاسم سليماني، في محافظة صلاح الدين، الأمر الذي أكدته وسائل إعلام إيرانية.

ومشاركة سليماني، الذي يقود أيضا معركة دمشق ضد فصائل المعارضة، ليست الأولى له في العراق، إذ أنه خاض عدة معارك في هذا البلد منذ سيطرة عناصر داعش على مناطق واسعة في الغرب والشمال.

ويقترن التدخل الإيراني العسكري في العراق حتما بمشاركة حليف طهران، حزب الله، الذي أعلن أمينه العام في منتصف فبراير بخطاب أمام أنصاره، لأول مرة عن تواجد مقاتلين لبنانيين في البلد المجاور لسوريا.

وقال حسن نصر الله، الذي يشارك حزبه بفعالية إلى جانب القوات الحكومية في سوريا، "من الممكن ألا نكون قد تحدثنا عن العراق سابقا، لدينا حضور متواضع" بسبب "المرحلة الحساسة في العراق".

ويبدو أن الجدل الذي أثارته مشاركة إيران وحزب الله في سوريا انتقل أيضا إلى العراق، حيث يتخوف بعض السياسيين العراقيين من تعاظم التفوذ الإيراني فور انتهاء المعركة بدحر العناصر المتشددة.

وفي هذا السياق، قال أمين المؤتمر التأسيسي لمنطقة صلاح الدين، ناجح الميزان، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى سامراء للإشراف على عملية طرد داعش، أعطت دفعا وطنيا للمعركة.

إلا أنه انتقد، في المقابل، ظهور سليماني بمحافظة صلاح الدين، وقال، في مداخلة مع "سكاي نيوز عربية" ضمن برنامج "غرفة الأخبار"، إن إيران ترمي من وراء ذلك إلى توجيه رسالة إلى "السنة".

وأوضح أن السلطات الإيرانية تسعى إلى التأكيد أنها تقود القوات التي تخوض المعركة في مدينة تكريت، مشيرا إلى أن هذه الخطوة من شأنها إثارة حفيظة أهالي المنطقة وبالتالي "تقوية" داعش.

في المقابل، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي، ماجد الغراوي، وجود سليماني في المحافظة، إلا أنه أشار إلى أن مشاركته تقتصر على تقديم "الاستشارة" على غرار المستشارين الأميركيين وزملائهم في التحالف الدولي.

وأكد الغراوي أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري شارك في السابق وبموافقة من الحكومة بصفة استشاري بالمعارك ضد داعش، وأكد أن التدخل الإيراني لا يتعدى ذلك، إذ أنه لا يوجد مقاتلين إيرانيين في العراق.