سلط مقتل شاب فلسطيني بمدينة درنة شمال شرقي ليبيا، قبل يومين، الضوء من جديد على تزايد أعدد المسلحين العرب والأجانب الذين ينضمون إلى "تنظيم الدولة" في ليبيا، الذي أعلن عن نفسه رسميا قبل شهر.

وقتل الشاب عبد الإله قشطة (25 عاما) –وهو من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة- في اشتباكات للجيش الليبي مع مسلحين من "داعش" الجمعة الماضي.

وقال أحد أقارب قشطة -رفض الكشف عن اسمه- لـ"سكاي نيوز عربية"، إن عبد الإله غادر القطاع عبر أحد الأنفاق على الحدود المصرية في سبتمبر الماضي، رفقة عشرات الشبان الغزيين.

من كل مكان

ويضم "تنظيم الدولة في ليبيا" في صفوفه مسلحين من مصر وتونس والسودان والجزائر واليمن والنيجر وموريتانيا، وقد أعلن في نوفمبر الماضي عن مقتل 5 تونسيين ومصريين اثنين في عمليات انتحارية بمناطق عدة في بنغازي، شمال شرقي ليبيا.

وفي أكتوبر 2014، قال الناطق باسم رئاسة الأركان الليبية، العقيد أحمد المسماري، لـ"سكاي نيوز عربية" إن جماعة "أنصار الشريعة"، -التي التحقت بـ"داعش" مؤخرا- تقيم معسكرات تدريب للمسلحين الأجانب في سرت ودرنة وصبراتة.

وقدر نعمان بن عثمان، رئيس مؤسسة كويليام للأبحاث، عدد المسلحين العرب والأجانب بصفوف "داعش" في ليبيا بالمئات، لكنه أشار إلى أن عدد من استخدموا ليبيا للعبور إلى تركيا، للقتال في سوريا، يُعدون بالآلاف.

قاعدة جديدة

وقبل عام، اعتقلت الشرطة الليبية ستة أشخاص، يحملون جوازات سفر ليبية مزورة، من بينهم 5 قطريين، في مطار بنينا في بنغازي، قبيل ركوبهم طائرة متجهة إلى تركيا، وكانوا يحملون 180 ألف دينار ليبي (146 ألف دولار أميركي).

وأشار بن عثمان في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن "جماعات مسلحة متشددة نقلت نشاطها بالكامل إلى ليبيا، مثل جماعة أنصار الدين القادمة من النيجر ومالي، والتي تضم نحو 800 مقاتل، وتتمركز جنوب غربي البلاد".

وفي 30 نوفمبر الماضي، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، في لقاء خاص مع "سكاي نيوز عربية"، إن "العنف في ليبيا يهدد بشكل مباشر الأمن الوطني الإيطالي".

ويُرجع بن عثمان القلق الإيطالي بهذا الشأن إلى أن "السلطات الإيطالية رصدت قبل شهرين تقريبا إرهابيين على متن قوارب الهجرة غير الشرعية" التي تصل إيطاليا انطلاقا من السواحل الليبية.