في تعليق على تصريحات قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، الجنرال ديفيد رودريغز بأن "تنظيم الدولة" أقام معسكرات تدريب شرقي ليبيا تضم نحو 200 مسلح، قال مصدر رسمي مصري إنها "تؤكد وجهة النظر المصرية التي تطالب المجتمع الدولي بمواجهة الإرهاب وتنظيماته في كل مكان بما فيها شرق ليبيا".

وقال المصدر الدبلوماسي المصري لـ"سكاي نيوز عربية" إنه "يتم بحث تطوير خطة التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب لتشمل قواعد "داعش" في شرق ليبيا، باعتبارها تشكل رافدا مهما للميليشيات المتشددة في ليبيا".

لكن الجنرال رودريغز استبعد في تصريحاته للصحفيين قيام القوات الأميركية بعملية عسكرية في ليبيا، على غرار ما يجري في سوريا والعراق، مضيفا أنه لم تصدر توصيات للقوات الأميركية أو القوة الجوية بملاحقة معسكرات التدريب في الوقت الراهن.

يذكر أنه إلى جانب معسكرات التدريب التي تحدث عنها الجنرال الأميركي هناك مئات المقاتلين في درنة والجبال التي حولها بشرقي ليبيا أعلنوا مبايعة داعش، إضافة إلى أعداد أخرى من المرتبطين بتنظيم القاعدة أغلبهم في مناطق شرقي ليبيا.

وتخشى دول الجوار، خاصة مصر والجزائر وتونس، من زيادة العمليات الإرهابية عبر الحدود مع ليبيا حيث يتسلل الإرهابيون المرتبطون بداعش والقاعدة.

تدخل عسكري أم سياسي؟

وسبق وطالبت الحكومة الليبية بتدخل دولي للمساعدة في قضاء على الجماعات الإرهابية، لكن تلك الدعوات لم تلق صدى كبير.

وهناك أعضاء في التحالف الدولي الحالي لمكافحة الإرهاب، الذي يقصف "داعش" في سوريا والعراق، يربطون تفعيل مشاركتهم بتوسيع التحالف ليشمل بؤر الإرهاب الأخرى بما فيها ليبيا.

لكن مع رد الفعل الدولي على الدعوات الأولية بالتدخل، تبنت الدول المعنية بالشأن الليبي استراتيجية مساعدة الحكومة الشرعية في مواجهة الميليشيات المتطرفة والسعي من خلال آلية "دول الجوار" للدفع نحول حل سياسي يضمن استقرار ليبيا وبالتالي تراجع خطر الإرهاب منها على جيرانها.

وكرر المصدر الدبلوماسي المصري في حديثه لـ"سكاتي نيوز عربية" القول إن الرؤيا التي تبنتها دول الجوار في الدورة السابقة لمؤتمر "دول جوار ليبيا" التي عقدت في مصر، "تبقى هي المرجعية الأوفق للخروج من الأزمة والتي تنطلق من رفض أي تدخل خارجي والتعامل مع البرلمان الليبي المنتخب والحكومة التي شكلها باعتبارها الشرعية الممثلة للشعب الليبي. وتتضمن وقف العمليات المسلحة وضرورة جمع السلاح بإشراف دولي والبدء في حوار مع كل الكيانات التي ترفض العنف واستخدام السلاح".