يرجح بعض المراقبين والمحللين التونسيين ومن خارج تونس أن تراجع حركة النهضة في الانتخابات البرلمانية وتقدم حزب نداء تونس إلى "تصويت عقابي" على حكم الإسلاميين أكثر منه تأييد لمنافسيها.

ويأتي تراجع النهضة في تونس كأحدث حلقة في انحسار التأييد الشعبي لحكم الإسلاميين في دول شمال إفريقيا.

ففي مصر، لم يتحمل الناس حكم جماعة الإخوان أكثر من عام حتى أطاحوا بهم في احتجاجات شعبية ساندها الجيش قبل نحو عام.

وفي ليبيا، أطاح بهم الناخبون في الانتخابات الأخيرة فجاء البرلمان بدون أغلبية من الإسلاميين كما كان الحال في المجلس الذي سبقه.

ولم يقبل الإخوان ومن والاهم من جماعات مسلحة نتيجة الانتخابات والرفض الشعبي لهم وحملوا السلاح ليسيطروا على العاصمة طرابلس بإلاضافة إلى بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا.

ويحاول البرلمان الشرعي والحكومة الشرعية في ليبيا، عبر قوات الجيش والمسلحين المنضوين تحت إمرة الجيش الوطني، استعادة البلاد من أيدي الميليشيات التي اعتبرها البرلمان قانونا جماعات إرهابية.

وكان لافتا في بنغازي في الآونة الأخيرة أن السكان كانوا ـ خاصة من الشباب ـ كانوا أكثر فاعلية في مواجهة الجماعات المسلحة في عملية تحرير بنغازي من قبضة الإرهاب.

وفي المغرب يوجد الإسلاميون في الحكم لكنهم يواجهون سخطا شعبيا لأسباب تتعلق بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن القول أنه تم "احتواؤهم" سياسيا بشكل أو بآخر.

ويقول أحد المقربين من تيار الإسلام السياسي في مصر إن الناس ربما يفضلون الإسلاميين "على اعتبار أنهم أهل دين يتمتعون بالمصداقية"، لكن تجاربهم في الحكم كشفت أخطاءهم.