تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة حيث يعقد، الثلاثاء، اجتماع للقادة العسكريين من 20 دولة مشاركة في تحالف مكافحة الإرهاب لبحث "منحى جديد لمواجهة داعش"، حسبما تردد وسائل الإعلام.

وإلى جانب تقييم ما تم إنجازه عبر الضربات الجوية التي استهدفت مواقع لتنظيم الدولة، خاصة على مواقع أسلحته وإمداداته، سينظر في الخطوات القادمة ومحاولة تفعيل مشاركة أطراف أعلنت أنها ضمن التحالف لكنها مترددة في المشاركة العملية ضد التنظيم.

وبالإضافة إلى تركيا، التي تقول إنها تحارب الإرهاب لكنها تتردد في المشاركة في أي عمل عسكري ضد داعش، هناك دول أخرى مثل قطر التي تكاد تقتصر مشاركتها على إدارة العمليات من القاعدة الأمريكية في السيلية قرب الدوحة.

ويرى د. مأمون فندي، مدير معهد الاستراتيجية الدولية بلندن والمدير السابق لبرنامج الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن قطر استطاعت دوما أن "تفلت بهذا التعامل المزدوج الذي يقبله الأمريكيون لمصلحتهم".

ويضيف: "في السابق أعطت قطر القاعدة العسكرية للأمريكيين وخطوط الطيران لبن لادن، والآن تعطي القاعدة والطيران للأميركيين والأموال للبغدادي".

وتتعرض تركيا وقطر في الآونة الأخيرة لتسريبات غربية في وسائل الإعلام عن علاقتها بالجماعات الإرهابية من تمويل وتسهيل انتقال عناصر مسلحة ودعم لوجستي.

القرضاوي وأسباب التطرف

وكما يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تكافح الإرهاب منذ عقود (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني) تؤكد قطر باستمرار على لسان وزير خارجيتها أنها لا تدعم أي جماعات إرهابية.

وتسعى كل من تركيا وقطر للتفرقة بين الجماعات المتطرفة وجماعة الإخوان، التي يعتبرها كثيرون المصدر الأساسي لكل تلك الجماعات.

وفي معرض الدفاع عن الموقف القطري، تحدث د. يوسف القرضاوي ـ المحسوب على الإخوان ـ في فيديو يتم تداوله على الإنترنت عن الجماعات المتطرفة وقياداتها مبررا تشددهم بفساد حكام دولهم.

إلا أن ذلك جاء بنتيجة مخالفة، وتناولت وسائل إعلام منها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ما قاله القرضاوي خاصة تأكيده على أن كل تلك القيادات من الظواهري إلى البغدادي كانوا من الإخوان.

هذا على الرغم من أن قصد الحديث كان القول بعدم شرعية إعلان الخلافة من قبل داعش والآن، من وجهة نظر القرضاوي الذي يسمع له أتباع كثيرون في المنطقة.

وحتى تقتنع الدول الرئيسية في التحالف، خاصة الولايات المتحدة، بأن مكافحة الإرهاب لا تعني فقط استهداف الجماعات الإرهابية بل أيضا التصدي للجماعة الأم لكل تلك التنظيمات سيظل الجدل بين "المنحى" الحالي و"المنحى الجديد" في الحرب ضد داعش.