قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، إن بلاده لم تنسق مع الحكومة السورية بشأن الغارات الجوية التي نفذتها ضد تنظيم الدولة في سوريا، مضيفا: "الضربات الأولى كانت ناجحة جدا وهناك المزيد".

وأوضح البنتاغون أن الغارات استهدفت المعسكرات الرئيسية لتدريب مسلحي تنظيم الدولة ومقراتهم في سوريا، ولم تستهدف قاداتهم بشكل أساسي ومحدد، لافتا إلى أن الضربات هي بداية لحملة دائمة ضد التنظيم.

وأكد استخدام أنواعا من الذخائر في الضربات ضد تنظيم الدولة والتي تم تنفيذها على ثلاث مراحل، الأولى عبر إطلاق صواريخ توماهوك في حلب والرقة.

فيما تم تنفيذ المرحلة الثانية عبر إطلاق عدد من الذخائر من قواعد في المنطقة، مستهدفة مناطق في شرق سوريا، تلتها المرحلة الثالثة والأخيرة بعد منتصف الليل والتي استهدفت أيضا مناطق في الشرق.

وأوضحت وزراة الدفاع الأميركية أن شركاء التحالف شاركوا في المرحلتين الثانية والثالثة.

وعرض البنتاغون صورا للأهداف التي ضربها في سوريا قبل وبعد استهدافها، حيث تم استهداف مركز تمويل تابع لتنظيم الدولة في الرقة بصواريخ كروز، وكلك مركز الإدارة والتوجيه التابع للتنظيم في الرقة، فضلا عن استهداف منطقة قريبة لأبو كمال وهي على الحدود بين سوريا والعراق.

وأشار البنتاغون إلى أنه لا يزال يدرس تأثير تلك الضربات، موضحا أن تنظيم الدولة يعزز قدراته في سوريا لشن ضرباته ضد الغرب والولايات المتحدة. 

وكان العشرات من مسلحي تنظيم الدولة وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قد قتلوا وجرحوا، في أكثر من 50 ضربة جوية، ضد أهداف للمسلحين في سوريا، وحدد ناشطون مواقع الضربات في إدلب والرقة ودير الزور.

وقال نشطاء إن الغارات أدت إلى مقتل أكثر من 70 عنصرا من مسلحي تنظيم الدولة، ونحو 50 عنصرا من جبهة النصرة، وذلك في مناطق مختلفة من شمالي وشرقي سوريا.

وأكدت مصادر عسكرية، الثلاثاء، أن صواريخ توماهوك التي أطلقها الطيران الأميركي ودول حليفة، انطلقت من المدمرة الأميركية "أر لي بورك". أما الضربات الجوية من الطائرات الحربية فانطلقت من حاملة الطائرات جورج بوش التابعة للبحرية الأميركية، وحددت هذه المصادر أنواع الطائرات بـ F16, F22, FA18.

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية في وقت لاحق أنه جرى استخدام أكثر من 160 صاروخ توماهوك في العمليات العسكرية، وأنه جرى القضاء على مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة.

بقايا صاروخ أطلقته قوات التحالف على مواقع لتنظيم الدولة في سوريا

وكانت مصادرنا في الرقة قد قالت سابقا إن "الطيران الأميركي شن في الساعة الرابعة فجرا بتوقيت دمشق 18 غارة على مواقع تنظيم الدولة في محافظة الرقة شمال سوريا، توزعت على مبنى المحافظة وسط المدينة، وحاجز ومبنى الفروسية غربي المدينة، معسكر الطلائع جنوبي المدينة، مبنى فرع أمن الدولة
بجانب المشفى الوطني .

وتوزعت خمس غارات أخرى على مطار الطبقة العسكري وأطراف المطار الشرقية في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وثلاث غارات جوية على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بالإضافة إلى ثلاث غارات جوية استهدفت اللواء 93 وأطرافه في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.

الدمار الذي ألحقه القصف الجوي على مواقع تابعة لتنظيم الدولة في سوريا

أما الموقف السوري الرسمي تجاه هذه الغارات فقد نقله عضو مجلس النواب السوري شريف شحادة، وقال إن "سوريا سعيدة بإنهاء هذا التنظيم الإرهابي، وكان من الأفضل التنسيق معها، لامتلاكها معلومات عبر أجهزتها الاستخباراتية عن مواقع المسلحين".

وأكد شحادة على أن "الطرف الوحيد القادر على محاربة وقهر هذه المجموعات الإرهابية، هو الجيش السوري واللجان الشعبية التابعة للنظام السوري".

وأوضح الناشط السياسي أبو محمد الرقاوي في اتصال مع سكاي نيوز عربية أن "الغارات التي استهدفت الرقة تجاوز عددها العشرين غارة، وضربت كل المناطق المهمة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، من ضمنها مخزن للأسلحة".

صورة لإحدى الغارات على مواقع تنظيم الدولة في سوريا

وأضاف أن "التنظيم حاول التمويه بأنه خرج من مقراته، لكنه بقي فيها، وسقط أحد أبراج الاتصالات الذي يستخدمه التنظيم في إحدى الغارات، ما أدى إلى انقطاع الاتصال فيما بينهم".

وأشار إلى أن الغارات لم تسقط أي من المدنيين في منطقة العمليات.