أجمع الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم، الاثنين، في افتتاح مؤتمر باريس بشأن العراق، على حتمية مواجهة خطر تنظيم الدولة، الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا.

وأوضح هولاند، في كلمة بافتتاح المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من 20 دولة، وبحضور وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، إن هدف مؤتمر باريس هو تقديم الدعم للحكومة العراقية في مواجهة "تنظيم الدولة"، مشيراً إلى أن التنظيم بات يهدد العالم برمته، الأمر الذي يقتضي مواجهته.

وأضاف هولاند أنه "ليس لدينا وقت نضيعه في مواجهة التنظيم المتشدد، وأن العراق بحاجة إلى دعم عسكري عاجل".

وقال إنه "لا بد من إقامة جسر إنساني لمساعدة النازحين العراقيين".

ودعا الرئيس الفرنسي إلى دعم المعارضة السورية المعتدلة "بكل السبل"، مشيرا إلى أن "الفوضى تصب في مصلحة الإرهابيين. ينبغي بالتالي دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية للحفاظ على مستقبل سوريا. وهي بنظر فرنسا قوى المعارضة الديموقراطية" داعيا إلى "دعمها بكل السبل".

من ناحيته، قال الرئيس العراقي إن "الإرهاب أخطر تحديات العصر" وأن "هناك تحولاً في الفكر الإرهابي وعلينا مواجهة ذلك".

وأضاف معصوم أن استهداف الأقليات في العراق "أمر خطير علينا مواجهته"، وأن "تنظيم الدولة يمارس جرائم إبادة جماعية في العراق".

مؤتمر يحدد الأدوار

وقبيل انعقاد المؤتمر، قال معصوم إن العراق يراهن خلال المؤتمر على إدراك الدول المشاركة في المؤتمر لحجم الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة على المنطقة والعالم.

وأضاف معصوم أن العراق بحاجة إلى الاستفادة من الخبرة الدولية، وإلى تقنيات عسكرية جديدة لمحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن العراق يمتلك الجنود والمقاتلين الكافين لهذه المهمة.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال إن بعض الدول عرضت إرسال قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن بلاده لا تفكر في هذا الأمر في الوقت الراهن.

وقال كيري إن استراتيجية مواجهة تنظيم الدولة، لا تزال في طور التشكل، وأضاف أنه متشجع من التعهدات التي قطعتها دول، لم يسمها، بتقديم مساعدات عسكرية في هذا الإطار.

وصرح مصدر دبلوماسي أن المؤتمر "سيتيح لكل المشاركين أن يكونوا أكثر دقة بشأن ما يمكنهم أو يريدون القيام به"، مشيراً إلى أن القرارات التي ستتخذ لن يتم الإعلان عنها كلها بالضرورة.

فرنسا تبدأ طلعات فوق العراق

من ناحية ثانية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، قبل بدء اجتماعات مؤتمر باريس أن الطائرات الفرنسية ستبدأ الاثنين أول مهمة استطلاع فوق العراق.

وأضاف في تصريح لإذاعة "يوروب 1" أنه تم إبلاغ العراقيين بـ"أننا مستعدون وطلبنا منهم التصريح بالتحليق في الأجواء العراقية".