بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الفرقة 17 في الرقة، الجمعة، فقدت القوات الحكومية نقطة استراتيجية مهمة في شرق سوريا، وبات التنظيم في طريقه لإحكام السيطرة على محافظة الرقة بأكملها.
إذ تشكل السيطرة على الفرقة تطورا ميدانيا كبيرا، وقد تمثل اتجاها لدى التنظيم لكسب التأييد في المناطق المعارضة التي يسيطر عليها، إضافة إلى أنها قد تكون قاعدة لشن مزيد من الهجمات على مناطق أخرى تتحصن فيها القوات الحكومية.
فأهمية الفرقة التي تعود إلى أن مساحتها تقدر بـ5 كيلومترات مربعة ويحيط بها خندق ضخم، وتعد الثقل الأكبر للقوات الحكومية في المنطقة الشرقية، كما أنها أكبر الفرق العسكرية في سوريا، وتحتوي على مخزون تسليحي واستراتيجي كبير.
وفي السابق، تعرضت الفرقة لأكثر من محاولة اقتحام سقط فيها أكثر من 150 قتيلا من مسلحي المعارضة، وكانت محاصرة منذ بداية عام 2013.
وتتألف الفرقة 17 من مقر القيادة ومساكن الضباط وإنشاءات عسكرية، وتحتوي على كتيبة الإشارة وكتيبة الكيمياء وكتيبة الإلكترون وكتيبة الهندسة، ويتحصن بها كبار ضباط الأمن العسكري والمخابرات الجوية والدفاع الوطني، ومركز قيادة في المنطقة الشرقية.
وعقب السيطرة على الفرقة بات أمام تنظيم الدولة الإسلامية نقطتان استراتيجيتان لإحكام كامل السيطرة على محافظة الرقة، هما مطار الطبقة العسكري غربي الرقة، واللواء 93 الواقع قرب عين عيسى شمالي المحافظة.
ووفقا لناشطين، يحشد تنظيم الدولة الإسلامية قواته في منطقة تل أبيض الحدودية لاقتحام اللواء 93، كخطوة أخرى بعد سيطرته على الفرقة 17، كذلك سيطر التنظيم على فوج المدفعية 121، قرب مدينة الحسكة.
يذكر أن 85 جنديا وضابطا في القوات الحكومية قتلوا خلال التفجيرات الانتحارية والاشتباكات في الفرقة 17، فيما لا يزال مصير نحو 200 آخرين من جنود القوات الحكومية مجهولا، وعرضت الدولة الإسلامية جثثا للعشرات من الجنود والضباط الذين قتلتهم خلال اليومين الفائتين، على أرصفة الشوارع في مدينة الرقة، بعضهم جرى فصل رؤوسهم عن أجسادهم.
كما قتل ما لا يقل عن 28 من مسلحي الدولة الإسلامية، وإصابة عشرات آخرين منهم إثر القصف بالطائرات الحربية والصواريخ، والاشتباكات العنيفة التي دارت عند تخوم الفرقة.