بينما بدأ مقاتلو المعارضة الانسحاب من أحياء حمص القديمة، بموجب اتفاق مع القوات الحكومية لوقف إطلاق النار، تلقى السكان المحاصرون في حي الوعر، الحي الذي يؤوي معظم المدنيين في المدينة ويعج بالجوعى والمرضى، نذرا يسيرا من المساعدات الإنسانية.
وانسحب نحو ألف مقاتل من وسط حمص صباح الأربعاء، باتجاه الشمال، مما يعطي الفرصة للحكومة باستعادة السيطرة على هذه المدينة التي كانت تعرف ذات يوم باسم "عاصمة الثورة".
لكن هذا الانسحاب من وسط حمص ليست له انعكاسات إنسانية على السكان، لأن الغالبية العظمى منهم نزحوا إلى حي الوعر، المعروف باسم "حمص الجديدة"، حسبما يقول الناشط محمد الحميد، الذي تحدث إلى "سكاي نيوز عربية" من حمص عبر "سكايب".
وتضم حمص 28 حيا، فر سكان نصفها إلى حي الوعر بعد أشهر من بدء الحرب في سوريا عام 2011، أما باقي الأحياء فأخليت من سكانها لاحقا مع اشتداد قصف قوات النظام عليها، واتجهوا أيضا إلى الوعر الذي بات يؤوي نحو 95 % من الحمصيين.
ويقع حي الوعر على ضفة نهر العاصي، وعرف باسم حمص الجديدة بسبب حداثة تأسيسه، ويعيش به حاليا نحو نصف مليون سوري، لا يزيد عدد السكان الأصليين للحي منهم على 20%.
وحي الوعر محاصر منذ 10 أكتوبر 2013، حيث تمنع القوات الحكومية دخول المواد الغذائية والمساعدات الطبية والوقود، حتى سمحت بذلك منذ أيام بموجب الاتفاق الأخير، لأول مرة منذ أشهر، حيث اشترط مقاتلو الجبهة الإسلامية تقديم مساعدات للحي للانسحاب من حمص.
لكن حسب محمد الحميد مراسل شبكة سوريا مباشر، فإن هذه المساعدات لا تسد جوع سكان الحي الذين فقدوا أعمالهم بسبب النزوح، ويخشون ملاحقة قوات الأمن لهم إذا ما حاولوا الخروج من الحي بحثا عن الرزق.
ويرى الحميد أن المساعدات التي أدخلت مؤخرا ستكفي سكان الوعر "لأيام معدودة".
وتقدم جمعيات خيرية محلية وبعض الجمعيات الأخرى التي تحصل على معونات من الأمم المتحدة، مساعدات قليلة لقاطني الحي، الذين يأملون أن يؤدي خروج المسلحين من حمص إلى تخفيف حصار القوات الحكومية المفروض عليهم.
وتكتظ المنازل في حي الوعر بالسكان، حيث تتشارك الأسر السكن في ظروف صعبة، بينما تحولت جميع المدارس إلى معسكرات للنازحين مع توقف الدراسة.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب الدائرة في سوريا، وفر ملايين من ديارهم، وفقدت الحكومة السيطرة على أراض شمالي البلاد وشرقها.
ورغم الأزمة قررت السلطات السورية إجراء انتخابات الرئاسة في الثالث من يونيو، ويمتلك الرئيس بشار الأسد الحظ الأوفر بها، فيما يرفض معارضوه الانتخابات ويعتبرونها مسرحية هزلية.