مع إعلان اللجنة العليا للانتخابات في مصر، الأحد، إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية، اقتصر سباق الرئاسة على مرشحين فقط، هما وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي، ومؤسس التيار الشعبي المصري حمدين صباحي.

وتمكن صباحي من حجز مقعده في السباق قبل ساعات على إغلاق باب الترشح، حين قدم أوراق ترشحه، السبت، مع نحو 31 ألف توكيل. وكانت حملة السيسي قد أعلنت قبل أيام عن تقديم نحو 190 ألف توكيل.

وحدد القانون عدد التوكيلات المطلوبة من كل مرشح بـ25 ألفا، من 15 محافظة، ويحق لكل طالب ترشح أن يعترض على الآخر خلال يومي الثلاثاء والأربعاء مع بيان أسباب الاعتراض.

ورفضت اللجنة العليا للانتخابات تمديد مهلة الانتخابات، وصرحت لـ6 منظمات دولية كبرى بمراقبة الانتخابات، على اعتبار أنها ذات سابقة بمتابعتها ولها القدرة على إعطاء تقارير محايدة تغطي الجمهورية كاملة.

وأشار مراسل سكاي نيوز عربية إلى أن المرشحين سيكون من حقهما، بمجرد إعلان اللجنة العليا للانتخابات عن القائمة النهائية للمرشحين، تقديم أي طعون أمام القضاء.

وعقب البت في الطعون، يتوجه الناخبون المصريون يومي 26 و27 مايو المقبل للإدلاء بأصواتهم.

ويغيب عن السباق الرئاسي بشكل كامل مرشحي جماعة الإخوان المسلمين، بعد صدور حكم قضائي بحظر ترشح أعضاء الجماعة للانتخابات.

ويخوض صباحي معركة الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية على التوالي، بعد أن خاضها عام 2012، وتمكن من انتزاع نحو 5 ملايين صوت، إلا أنه لم يتمكن من مواصلة السباق في جولة الإعادة التي اقتصرت على كل من أحمد شفيق ومحمد مرسي.

ويقدم صباحي، المولود عام 1954 بمحافظة كفر الشيخ المصرية، نفسه باعتباره "مرشح الثورة"، مستعينا في ذلك بتاريخه في العمل السياسي الذي بدأ بمعارضته لنظام الرئيس الأسبق أنور السادات، خلال فترة دراسته الجامعية في السبعينيات.

وعرف صباحي أيضا معارضا لنظام حسني مبارك، واعتقل عام 1997 لتضامنه مع فلاحي مصر ضد قانون "المالك والمستأجر" الذي صدر في ذلك العام، كما برز نائبا في البرلمان المصري عقب انتخابه ممثلا عن مسقط رأسه بلطيم عامي 2000 و2005.

وعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 التي أطاحت مبارك، أسس صباحي التيار الشعبي المصري في محاولة "لتوحيد القوى المختلفة للمعارضة المصرية".

في المقابل بدأ عبد الفتاح السيسي، المولود أيضا في 1954، مسيرته العسكرية عام 1970 طالبا بالمدرسة الثانوية الجوية، وتخرج من الكلية الحربية عام 1977، وفي عام 1992 حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان في بريطانيا.

وأعقب ذلك حصوله على زمالة أكاديمية ناصر العسكرية عام 2003، وكلية الحرب العليا الأميركية عام 2006.

وشغل السيسي عام 2008 منصب قائد المخابرات الحربية، وفي أعقاب تنحي مبارك عن السلطة في فبراير 2011، كان أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد.

وفي أغسطس 2012، قرر الرئيس السابق محمد مرسي، تعيين السيسي وزيرا للدفاع، وفي يوليو من العام التالي، واستجابة لتظاهرات شعبية حاشدة، قام السيسي بعزل مرسي معلنا، بالاتفاق مع قوى وطنية، ما سماه "خريطة طريق" لمستقبل مصر.

وفي مارس 2014، تقدم السيسي رسميا باستقالته من منصب وزير الدفاع، وأعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة.