دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي الجمعة الحكومة الإسلامية في تونس إلى تعيين حكومة جديدة مصغرة تقتصر على الكفاءات (تكنوقراط) وتستبعد الولاءات الحزبية بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة بسبب المشاكل الاقتصادية في مدينة سليانة في غرب البلاد.

وقال المرزوقي في كلمة موجهة للشعب التونسي بثها التلفزيون الحكومي: "يجب تكوين حكومة مصغرة على أساس الكفاءة فقط وليس المحاصصة الحزبية."

وأضاف "إذا استمرت الانتظارات الكثيرة والأداء الحكومي المتذبذب ستكون هناك فوضى وطريق مسدود".

وشهدت سليانة أياما من الاشتباكات بين المحتجين والشرطة وخلفت أكثر من 200 جريح وفقد 17 بصرهم بسبب ضربهم بطلقات الرش التي تستعمل عادة في الصيد.

وطالبت الاحتجاجات التي دعت إليها النقابات العمالية اليسارية باستقالة وإلى سليانة المنتمي إلى حزب النهضة الذي يقود الحكومة احتجاجا على عدم وجود فرص العمل.

ورفض رئيس الوزراء الإسلامي حمادي الجبالي الاستقالة متهما اليساريين بالوقوف وراء الاضطرابات.

واتهمت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قوات الأمن التونسية الجمعة باستخدام القوة المفرطة لتفريق احتجاج في منطقة محرومة اقتصاديا في البلاد

وقالت بيلاي إنه يتعين على السلطات التونسية الكف عن استخدام الأسلحة النارية ضد المتظاهرين موجهة بعضا من أشد انتقاداتها للحكومة التي يقودها الإسلاميون والتي وصلت إلى السلطة بعد انتفاضة شعبية العام الماضي.

وأثارت الأساليب التي استخدمت لإخماد الاحتجاجات هذا الأسبوع غضب ساسة علمانيين يقولون إن الحكومة الجديدة تتبنى نهجا قاسيا طالما طبقه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وقال شهود عيان إن الاشتباكات استمرت لليوم الرابع على التوالي.    

وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المحتجين الذين القوا الحجارة وأشعلوا الإطارات في الطرق.

وفي العاصمة تظاهر المئات في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي تعبيرا عن مساندتهم لأهالي سليانة. وفرقت قوات الشرطة المتظاهرين دون اشتباكات.