جاء اتفاق الجيش العراقي والبشمركة لينزع فتيل توتر بين الجانبين، لكن تاريخ العلاقات بينهما يشهد توترا ما إنه يختفي يظهر من جديد.
ويختزل التاريخ السياسي لكردستان العراق في قضيتين هما الصراع مع بغداد، والتفاعل مع تداعيات الحروب الإقليمية.
وكان التوتر مع الحكومة المركزية الذي تمثل في إرسال الطرفين تعزيزات عسكرية إلى مناطق يتنازعان عليها آخر فصول التوتر.
وكان فتيل التصعيد الأحدث فرار مهرب وقود من القوات العراقية ولجوئه إلى مكتب حزب سياسي كردي في طوز خورماتو الواقعة على بعد 170 كيلومترا شمالي العاصمة، ما أثار اشتباكا مع مقاتلي البشمركة الكردية، بالإضافة إلى إعلان وزارة الدفاع العراقية عن تشكيل قيادة عمليات دجلة.
وتقول بغداد إن العملية تهدف إلى حفظ الأمن في محافظتي ديالى وكركوك، أما الأكراد الذين يتمتعون بحكم ذاتي، قيقولون إنها محاولة للسيطرة على الأراضي الغنية بالنفط على حدود منطقتهم.
وقابلت حكومة كردستان حشد القوات العسكرية الاتحادية في محافظة صلاح الدين بمحيط قضاء الطوز بإرسال دبابات وقوات البشمركة إلى حدود بلدة طوز خورماتو شمالي كركوك، وإعطاء أوامر بالهجوم إذا ما دخلت قوات عمليات دجلة المدينة.
ودعت بغداد وأربيل بعد حشد الجيوش والتصعيد الإعلامي لإجراء حوار سياسي بين القادة العسكريين، وهو ما رفضته بعض القيادات الكردية عدة مرات قائلة إن الخلاف ليس شخصيا، وإنما هو خلاف على قضية إدارة الدولة لن يتم حله إلا بالالتزام بالدستور والقانون.
وتعد هذه التعزيزات العسكرية هي الثانية من نوعها هذا العام. وهي مؤشر على مدى تدهور التماسك الاتحادي العراقي بعد انسحاب القوات الأميركية التي عملت كعازل بين الحكومتين.