ذكرت الصحف الجزائرية الاثنين أن 57 شخصاً أحيلوا أمام قاضي التحقيق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب تورطهم في أحداث العنف المذهبية التي تشهدها غرداية بالجنوب الجزائري منذ شهرين.

وذكرت صحيفتا "الخبر" و"الشروق" استناداً إلى مديرية الأمن بغرداية أن "57 شخصاً أحيلوا أمام قاضي التحقيق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية".

وأوضحت "الخبر" أن "20 شخصاً أودعوا الحبس بتهم القتل والتحريض على القتل والتجمهر المسلح وحمل أسلحة بيضاء وتخريب ممتلكات عمومية وخاصة وإضرام النار في سكنات وغلق الطريق والاعتداء على أعوان الأمن".

وخرجت في وسط مدينة غرداية تظاهرة نسائية لأمهات الموقوفين من الطائفة العربية السنية تطالب بأطلاق سراحهم، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

وكانت المتظاهرات ترددن "أطلقوا أولادنا" رافعات لافتة مكتوب عليها "الدفاع عن الحرمات ليس جريمة بل اتباع لوصايا الرسول" في إشارة إلى تعاليم الإسلام.

وساد الهدوء وسط المدينة والأحياء المجاور لها، إلا أن التجار (وغالبيتهم من بني ميزاب الأمازيغ) لازالوا مضربين احتجاجاً على تعرضهم للاعتداء، بحسب نفس المصدر.

يشار إلى أنه منذ اندلاع المواجهات الأخيرة في ديسمبر الماضي قتل 3 أشخاص منهم اثنان ينتميان إلى بني مزاب الأمازيغ الأباضيين آخرهم الخميس بالإضافة إلى تخريب عدد كبير من المحلات والإدارات العمومية.

وكانت أحداث عنف دامية بين الطائفتين وقعت في مايو 2008 أدت إلى سقوط قتيلين.

وقال وزير الداخلية الطيب بلعيز الاثنين ان الهدوء عاد الى غرداية خاصة في منطقتي لقرارة وبريان وان الدراسة استؤنفت بنسبة 40 في المائة.

وأكد في تصريح للصحفيين أن "المؤشرات والمعلومات الواردة صباح الاثنين تدل على أن الأمور ستعود إلى طبيعتها من هدوء وتعايش واحترام بفضل الخيرين وتفهم شباب المنطقة"، داعياً إلى "تغليب الحكمة والعقل من أجل تجنب أعمال الشغب وتجنب العنف لأن العنف لا يولد إلا عنفاً.. والمشاكل لاتحل بالعنف".