أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" والولايات المتحدة وفرنسا الأربعاء مساندتهم لتركيا بعد مقتل 5 مدنيين أتراك بقذائف سورية.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الجيش التركي واصل حتى فجر الخميس قصف أهداف عسكرية سورية، وأن انفجارات ضخمة وقعت جراء ذلك داخل سوريا.

جاء ذلك بعدما قتل 5 مدنيين أتراك هم أم وأطفالها الثلاثة وسيدة أخرى، وأصيب 10 آخرون بينهم أفراد من الشرطة، حين أصابت قذيفة أو قذائف هاون من الجانب السوري منازل في بلدة "أقتشه قلعه" التركية، وفقا لمصادر تركية.

دمشق: نحقق في الحادث

وفي دمشق أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن بلاده تحقق في مصدر القذيفة التي أطلقت من سوريا وسقطت داخل أراضي تركيا.

ودعا الزعبي إلى توخي العقلانية والمسؤولية، مشيرا إلى انتشار "مجموعات إرهابية" مسلحة على الحدود الطويلة بين سوريا وتركيا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن وزير الإعلام تأكيده "أن الجهات المعنية في سوريا تدقق بشكل جدي في مصدر النيران التي أدت إلى استشهاد مواطنة تركية وأولادها متقدما بالتعازي الحارة باسم حكومة الجمهورية العربية السورية إلى عائلة الشهيدة وإلى الشعب التركي الصديق والشقيق".

وأوضح الزعبي أن سوريا "تستند في سلوكها مع دول الجوار إلى قواعد حسن الجوار واحترام السيادات الوطنية للدول وهي تدعو بالمقابل تلك الدول إلى احترم السيادة الوطنية لسوريا والتعاون في ضبط الحدود ومنع تسلل المسلحين والإرهابيين وفق ما تفعله سوريا دائما".

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية قصفت بالمدفعية أهدافا عسكرية سورية قريبة من الحدود.

وقال عقب اجتماعات طارئة للقيادات السياسية والعسكرية التركية إن "الهجوم السوري استدعى ردا فوريا لقواتنا المسلحة التي قصفت على طول الحدود أهدافا تم تحديدها بواسطة الرادار".

وأضاف أردوغان -الذي اتصل عقب القصف بالأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- أن بلاده لن تبقى مكتوفة اليدين في مواجهة "استفزازات" النظام السوري، على أن يكون الرد في إطار القانون الدولي. وقالت وسائل إعلام تركية إن القصف المدفعي التركي تواصل حتى الساعات الأولى من الخميس.

ومن المقرر أن يجري البرلمان التركي تصويتا الخميس على مد العمل بتفويض عمره 5 أعوام لجيشها لتنفيذ عمليات عبر الحدود وهو اتفاق كان يقصد به في الأصل السماح بشن ضربات على قواعد المقاتلين الأكراد في شمال العراق.

وقال نائب عن الحزب الحاكم للتلفزيون التركي إن التصويت سيتم توسيعه الآن ليشمل تنفيذ عمليات في سوريا، وفقاً لرويترز.

مساندة غريبة

وبطلب من تركيا العضو في "الناتو"، عقدت دول الناتو مساء الأربعاء اجتماعا طارئا على مستوى السفراء في بروكسل، بينما كان مجلس الأمن يبحث بدوره التطورات الأخيرة على الحدود التركية.

وأعلن الحلف في بيان أنه "يواصل الوقوف إلى جانب تركيا، ويطالب بالوقف الفوري لمثل هذه الأعمال العدائية ضد دولة حليفة، ويحث النظام السوري على إنهاء الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
وأضاف أن القصف السوري "يمثل سببا لأكبر قلق للحلفاء الذين يدينونه بقوة".

وفي واشنطن، ندد البيت الأبيض بالقصف الذي استهدف البلدة التركية، وأعلن وقوف الولايات المتحدة مع "الحليف التركي".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" قالت من جهتها إن ما حدث مثال آخر لما سماه "السلوك المنحرف" للنظام السوري، وسبب إضافي يدعوه إلى الرحيل، واصفا تركيا بالحليف القوي.

وحصلت أنقرة أيضا على دعم من دول غربية أخرى أعضاء في حلف الأطلسي مثل فرنسا، وقد أدانت جميعها القصف الذي تعرضت له البلدة التركية. وناقش مجلس الأمن الأربعاء التطورات على الحدود التركية السورية، وقال إنه ينتظر رسالة من الجانب التركي قبل اتخاذ إجراءات محتملة.

ووصف السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت تلك الأحداث بأنها مثيرة للقلق، في حين حث الأمين العام للأمم المتحدة دمشق على احترام سلامة أراضي دول الجوار، وحذر من امتداد الصراع في سوريا إلى المنطقة.