لم تحرز الجهود المحمومة للتوصل إلى اتفاق لحل الخلافات بين السودان وجنوب السودان الكثير من التقدم، الثلاثاء، في اليوم الثالث من القمة الرئاسية التي تعقد في العاصمة الإثيوبية.

وأنهى الرئيسان السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، الثلاثاء، الجلسة الخامسة من اللقاءات المباشرة بينهما، وتركزت مباحثات الرئيسين على ثلاثة محاور: السياسي والأمني والاقتصادي، إل جانب القضايا ذات الصلة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

ولم تصدر أى تصريحات حول نتائج اللقاء المغلق بين الرئيسين، الذى استمر زهاء ثلاث ساعات. وأشارت تسريبات من داخل القمة إلى أن لقاءات الرئيسين ربما تتواصل حتى الجمعة لتشابك وتعقد القضايا محل الخلاف بينهما.

وساد جو من التفاؤل في البداية عندما بدأ الرئيسان محادثاتهما الأحد، في اللقاء الذي كان من المفترض أن يستمر يوما واحدا فقط، ولكن التوتر أخذ يسود بسبب النقاط العالقة المتعلقة بالمناطق الحدودية المختلف عليها والقضايا الأمنية. وقال دبلوماسي غربي: "جرى أخذ ورد وطوال اليوم في محاولة لإيجاد موقف مقبول لدى الطرين.. ولا شيء مستبعد بعد".

والتقى  الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير في وقت لاحق، الثلاثاء، لإجراء جولة جديدة من المحادثات المباشرة شارك فيها كبير وسطاء الاتحاد الإفريقي ثابو مبيكي، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا.

وبدت الصرامة على وجه البشير أثناء دخوله الغرفة للاجتماع مع كير، إلا أنهما ابتسما لبعضهما أثناء جلوسهما على طرفي الطاولة قبل أن يتم الطلب من الصحافيين مغادرة الغرفة.

ووسط ضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق، بعد انتهاء المهلة النهائية التي حددها مجلس الأمن الدولي السبت الماضي، أمضى الوفدان المفاوضان اليوم وهما يسعيان لتقريب مواقفهما بمساعدة الوسطاء.

ومن بين العقبات الرئيسية في المحادثات منطقة الميل 14 الحدودية المتنازع عليها. وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين قال عن هذه المنطقة إنها "منطقة سودانية ولن يتم المساومة بشأنها"، طبقا لمركز الإعلام السوداني المقرب من الأجهزة الأمنية.

والاثنين ذكر العبيد مروح، عضو الوفد السوداني، أكد أن "تقدما تم إحرازه" من دون أن يدلي بتفاصيل. وأدلى وزير الإعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين بتصريحات مشابهة من جوبا.

إلا أن أعضاء الوفدين أبدوا تشاؤما حول فرص التوصل إلى اتفاق، وقال دبلوماسيون إنهم يستعدون لاحتمال أن تستمر المحادثات حتى نهاية الأسبوع.

وبدأت المحادثات التي تجري بوساطة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية قبل عدة أشهر من انفصال جنوب السودان في يوليو 2011، عقب استفتاء بعد عقود من الحرب.

ولا يزال على البلدين الاتفاق على تفاصيل الاتفاق النفطي، وكذلك على وضع منطقة أبيي المتنازع عليها، وعلى ترسيم الحدود وإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح.

وتهدف هذه المنطقة الفاصلة إلى منع تجدد المواجهات الحدودية وأيضا إلى قطع خطوط إمدادات الحركات المتمردة الناشطة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين التي تتهم الخرطوم جوبا بدعمها.