قصفت القوات التركية الأربعاء مواقع لتنظيمات مسلحة على صلة بالقاعدة في سوريا، بينما ذكرت مصادرنا أن الجيش السوري الحر أسقط طائرة حربية في ريف حماة.

وأعلن مسؤول عسكري تركي مساء الأربعاء أن الجيش التركي قصف مواقع لتنظيمات مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة داخل الأراضي السورية.

غير أن المسؤول التركي لم يحدد هوية هذا التنظيم بالضبط، وما إذا كان جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

وفي ريف حماة الشرقي، أفادت مصادرنا أن الجيش السوري الحر أسقط طائرة مقاتلة من طراز ميغ.

كما ذكرت مصادرنا أن منطقة جرمانة في دمشق شهدت سقوط عدة قذائف، ما تسبب بإصابة العشرات بجروح، وصفت جراح بعضهم بأنها خطيرة.

وسجل سقوط قذيفة في منطقة الطلياني وسط العاصمة دمشق، بينما تعرضت مدينة يبرود بريف دمشق لقصف مدفعي وبراجمات الصواريخ من اللواء 18 وفقاً لما ذكره ناشطون.

اشتباكات في سجن حلب

وفي حلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت بين مقاتلين معارضين والقوات الحكومية داخل سجن حلب.

وأوضح المصدر أن اشتباكات دارت بين مقاتلين معارضين والقوات الحكومية داخل أحد مباني سجن حلب المركزي شمالي البلاد، وذلك للمرة الأولى منذ فرض المعارضين حصاراً على السجن في محاولة للسيطرة عليه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "تدور اشتباكات داخل سجن حلب المركزي الذي اقتحمه مقاتلون من جبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) وحركة أحرار الشام الإسلامية، وذلك للمرة الأولى منذ فرض الكتائب المقاتلة حصاراً على السجن في إبريل الماضي".

وأشار عبد الرحمن إلى أن الاشتباكات "تدور في المبنى الرئيسي للقيادة، ولم تصل بعد إلى مهاجع السجناء".

قتلى من حزب الله

واستعاد الجيش السوري، الأربعاء، بلدة في ريف دمشق، في وقت قتل عشرات المقاتلين من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي في كمين للجيش الحر في المنطقة نفسها.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مصدر عسكري قوله إن الجيش قضى "على آخر تجمعات الإرهابيين في بلدة البويضة في ريف دمشق"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.

في المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي وقوات الدفاع الوطني سيطرت على البلدة.

ويسعى الجيش السوري من خلال هذه العملية "للسيطرة على معاقل المقاتلين جنوب دمشق، بهدف عزل المقاتلين الذين ينشطون ضد القوات النظامية في المناطق الجنوبية"، حسب المرصد.

إلى ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية وشبكة سوريا مباشر إن 50 مسلحا من حزب الله ولواء أبو الفضل العباس قتلوا في كمين نصبه لهم الجيش الحر في بساتين بلدة حجيرة البلد بريف دمشق.

يشار إلى أن معارك عدة اندلعت في الأيام الأخيرة بين القوات الحكومية مدعومة من حزب الله وفصائل من المعارضة، كان أبرز نتائجها استعادت الحكومة السيطرة على بلدتي الحسينية والذيابية جنوبي دمشق.

وتقع البلدتان على مقربة من بلدة السيدة زينب التي تشهد معارك بين القوات الحكومية والتنظيمات الموالية لها ومقاتلي المعارضة. ويجاهر حزب الله منذ أشهر بمشاركة مقاتلين منه في "الدفاع" عن السيدة زينب التي تضم مقاما شيعيا بارزا.

من جهة أخرى، قال المرصد السوري إن 41 مسلحا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف بـ"داعش" ومقاتلين من و"حدات حماية الشعب الكردي" في قرية تلو علو وقرى أخرى بمحافظة الحسكة.

ومن بين القتلى 29 مسلحا من "داعش" وجماعات متشددة أخرى، و12 آخرين من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، وفقا للمرصد الذي أضاف أن "أمير في جبهة النصرة"، وهو مصري الجنسية، لقي مصرعه في الاشتباكات.

كما ذكر المرصد السوري، ومقره لندن، أن ما لا يقل عن 21 شخصا، بينهم أربعة أطفال وست نساء، قتلوا في انفجار استهدف مركبة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات الحكومية وتحاصره المعارضة.

وكان القصف والمعارك غيبا مظاهر الاحتفال في معظم المناطق السورية في اليوم الأول من عيد الأضحى، في حين شهد صباح اليوم الثاني من العيد تواصلا لأعمال العنف والاشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.

وقال المرصد إن مناطق في مدينة يبرود والمزارع المحيطة بها ورأس النبع بريف دمشق تعرضت لقصف من القوات الحكومية، بينما اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية على أطراف دوما.

يأتي تواصل أعمال العنف غداة مقتل 71 شخصا وإصابة العشرات بجروح في مختلف المناطق السورية على الرغم من مناشدة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي طرفي الصراع وقف إطلاق النار لمناسبة حلول عيد الأضحى.