رغم أهمية ذكرى نصر أكتوبر للمصريين عموما، ودور هذا النصر الذي تحقق عام 1973 على اسرائيل في ترسيخ أهمية خاصة للجيش في نفوس المصريين، إلا أن احتفالات الذكرى الأربعين حملت دلالات أخرى.

أولها وأهمها محاولة الإخوان وأنصارهم أن يجعلوا من يوم 6 أكتوبر مماثلا ليوم 25 يناير، حين بدأت الاحتجاجات على حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في يوم عيد الشرطة عام 2011 فتحول ذكرى ثورة. وأعلن الإخوان أنهم يريدون تحويل يوم الجيش إلى ذكرى "كسره".

تحتل المؤسسة العسكرية مكانة خاصة لدى غالبية المصريين، ليس فقط لأن الجيش يعد ممثلا للمجتمع بكل طوائفه وتكويناته، بل لأن هذا الجيش ظل إلى حد كبير بعيدا عما آلت إليه مؤسسات الدولة.

يقول مدير تحرير صحيفة المصري اليوم شارل فؤاد المصري لسكاي نيوز عربية: "ربما كان الجيش المؤسسة الوحيدة التي لم تشملها الأخونة".

ويضيف أن المصريين يحبون القوات المسلحة لأسباب كثيرة، منها ما هو تاريخي "منذ أيام الفراعنة حين كان الفرعون قائدا عسكريا يوفر الأمن والأمان المجتمعي للمصريين".

ولأن المصريين أبناء مجتمع زراعي مستقر على نهر، كما يقول المصري، فهم يميلون للهدوء والسكينة ويحبون من يوفر لهم ذلك.

"المؤسسة الأنظف"

يكاد يجمع المصريون على موقفهم الإيجابي من الجيش، إذ يعتبرونه المؤسسة "الأنظف" من بين مؤسسات الدولة التي طالها العطب في العقود الأخيرة.

يقول شارل فؤاد المصري: "الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي لم يصبها ـ ولو جزئيا ـ ما أصاب مؤسسات الدولة المصرية".

ويقارن بينها وبين القضاء، الذي يقول المصري إن الإخوان تسللوا إليه فأصابه ما أصابه مؤخرا.

ويخلص إلى أن المؤسسة العسكرية "بها آلية تنظيف نفسها بنفسها"، ما يجعلها محل تقدير من أغلبية المصريين.