أعلنت الأمم المتحدة أن الخبراء الدوليون أشرفوا في سوريا الأحد على تدمير رؤوس صواريخ وقنابل ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيماوية، لتنطلق بذلك عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية، في حين أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ"امتثال" النظام السوري لقرار تدمير ترسانته الكيماوية.

وقالت الأمم المتحدة في بيان مشترك مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية نشر في نيويورك إن الخبراء أشرفوا على الطواقم السورية التي "قامت باستخدام أنابيب التقطيع والمناشير الكهربائية لتدمير مجموعة من المعدات أو جعلها غير قابلة للاستخدام".

وأضاف البيان أن "عملية تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية السوري بدأت الأحد"، مؤكدا بذلك معلومات كان مصدر في الفريق الدولي في دمشق أعلنها طالبا عدم ذكر اسمه.

وأوضح البيان أن العمال السوريين قاموا بتدمير أو إبطال مفعول "مجموعة من المواد" بينها "رؤوس حربية وقنابل جوية وومعدات تستخدم في مزج المواد الكيماوية وتعبئتها".

وأضاف أن "العملية ستتواصل في الأيام المقبلة".

ولفت البيان إلى أن فريق الخبراء يقوم أيضا بعملية "مراقبة وتحقق وإبلاغ"، بشأن ما إذا كانت المعلومات التي قدمها النظام السوري عن ترسانته الكيماوية دقيقة.

ورحب كيري بانطلاق عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية "في وقت قياسي"، مشيرا إلى أنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على التحرك في اتجاه محادثات السلام في سوريا "بأسرع ما يمكن"، ملمحا إلى إجراء مؤتمر سلام في الأسبوع الثاني من نوفمبر المقبل.

وقال لافروف إن روسيا ستفعل "كل شيء" لضمان التزام الرئيس السوري بشار الأسد بقرار الأمم المتحدة بتدمير الأسلحة الكيماوية.

وكان الفريق وصل إلى دمشق الثلاثاء في مهمة تقضي بالتحقق من تفاصيل اللائحة التي قدمتها دمشق 19 سبتمبر، وتشمل مواقع إنتاج الأسلحة الكيماوية وتخزينها، وبتدمير هذه الأسلحة والمعدات المستخدمة في إنتاجها، وذلك تنفيذا لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.

ويقوم الفريق بمهمته في إطار قرار لمجلس الأمن الدولي صدر في 27 سبتمبر إثر اتفاق روسي أميركي لتدمير الترسانة الكيماوية، في عملية من المقرر الانتهاء منها منتصف عام 2014.

وبموجب الخطة الموضوعة لتدمير الترسانة الكيماوية السورية فإن عملية تدمير المنشآت المخصصة لإنتاج ومزج المواد الكيماوية يجب أن تنتهي بحلول الأول من نوفمبر.

وأتى الاتفاق بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق في 21 أغسطس، اتهم الغرب والمعارضة السورية النظام السوري بالوقوف خلفه، وهو ما نفته دمشق، ولوحت واشنطن بشن ضربة عسكرية ردا على الهجوم.

ويرجح خبراء امتلاك سوريا نحو ألف طن من الأسلحة الكيماوية، بينها غاز السارين والأعصاب والخردل، موزعة على نحو 45 موقعا.

قتلى في حماة وحمص

ومن جهة أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية إن 85 شخصا على الأقل قتلوا في سوريا الأحد معظمهم في حماة وحمص.

وأظهرت صور بثها ناشطون، تصاعد أعمدة الدخان من مدينة درايا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، نتيجة القصف المدفعي على المدينة.

كما تعرضت بلدة الزربه وعدة أحياء في دير الزور للقصف الجوي.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بمقتل 8 أشخاص في سقوط قذائف هاون على حي شرقي العاصمة دمشق، يكتظ بسكان مسيحيين.

وقصف الطيران مناطق في بلدة صوران بريف حماة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى تواصل أعمال العنف والاشتباكات بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في مناطق مختلفة من سوريا.

كما أضاف أن فصائل في المعارضة قصف الأحد تجمعات للقوات الحكومية في "مطعم الفنار في قمة جبل الأربعين ومطعم الشامي غربي مدينة أريحا"، ما أدى إلى مقتل 16 جندي وإصابة آخرين بجروح.