طالب شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الأربعاء، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بمراجعة موقفهما إزاء مصر وعدم الانسياق وراء "الأكاذيب" التي تسوقها بعض الفضائيات.

جاء ذلك خلال لقاء الطيب بمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، التي وصلت القاهرة في مهمة ترمي إلى حث الحكومة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين على المضي قدما في طريق المصالحة.

وقال الأزهر في بيان إن الطيب أكد لآشتون إن "موقف الاتحاد الأوروبي و أميركا من الشعب المصري يحتاج إلى تصحيح والوقوف مع الحقائق لا مع العواطف التي تنقلها بعض الفضائيات التي اعتمدت على كثير من الأكاذيب".

وأضاف أن "الأزهر يقدر الدور الذي تقوم به السيدة آشتون في إيضاح المواقف التي جعلت من الاتحاد الأوروبي يتفهم الواقع المصري بصورة أفضل، وما زال الأزهر ينتظر من الاتحاد الأوروبي احترام وتقدير إرادة الشعب المصري".

كما شدد الأزهر على ضرورة مشاركة كل القوي والتيارات السياسية في العملية السياسية "دون إقصاء لأحد، شريطة أن يتخلى عن العنف في ممارساته، وألا تكون يده قد تلوثت بالدماء، وأن يقبل بخارطة الطريق التي قبلها المجتمع بأسره".

ومنذ عزل الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، والإعلان عن خارطة طريق سياسية تؤدي إلى انتخابات نزيهة، تصر الجماعة على رفض الانخراط في العملية السياسية، ما تسبب في تصاعد الاستقطاب السياسي المترافق مع أعمال عنف.

من جهتها، أعربت آشتون عن تفهمها لـ"إرادة الشعب المصري"، مشيرة إلى أن الاتحاد لم يصف "يوما ما حدث في مصر بالانقلاب"، في إشارة إلى عزل الجيش لمرسي في 3 يوليو الماضي الذي جاء بعد مظاهرات حاشدة تطالب بتنحيه عن السلطة.

وأكدت المسؤولة الأوروبية، التي من المنتظر أن تجتمع مع الحكومة الانتقالية والقائد العام للقوات المسلحة وأعضاء من جماعة الإخوان أيضا، على "دعم الاتحاد الأوروبي لاستقرار مصر سياسيا واقتصاديا.. وسوف يستمر الدعم في رحلة الديمقراطية والاستقرار".

يشار إلى أن آشتون فشلت خلال زيارة سابقة في حمل الحكومة أو الجماعة على تقديم تنازلات. وقد زاد الاستقطاب السياسي في مصر منذ فض اعتصامين لأنصار الإخوان في ميداني رابعة والنهضة، وتصاعد الهجمات على مراكز وعناصر الجيش والشرطة من قبل جماعات متشددة.