قال نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم مساعد الرئيس السوداني، السبت، إن هناك "مندسين هم من يقتلون المحتجين"، في حين عارض مسؤولون بالحزب ما أطلقوا عليه "قمع المتظاهرين" في شوارع الخرطوم ومدن أخرى.

ودعا نافع في مؤتمر حزبي في ولاية شمال كردفان، بعض قيادات المعارضة التي وصفها بالوطنية، بـ"ألا تتيح فرصة للمندسين باسم التظاهرات السلمية بهدف التخريب والقتل"، نافيا أن تكون قوات الأمن وراء في قتل محتجين.

وأعلن الجناح الإصلاحي داخل حزب المؤتمر الوطني في رسالة، معارضته لـ"القمع" الذي جوبهت به الاحتجاجات الشعبية على إلغاء الدعم عن المحروقات.

وجاء في رسالة وجهها إلى الرئيس السوداني 31 مسؤولا في الحزب الحاكم من الجناح الإصلاحي "أن الإجراءات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة والقمع الذي مورس ضد الذين عارضوها بعيد عن التسامح وعن الحق في التعبير السلمي".

وقال شهود إن الشرطة السودانية أطلقت السبت قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين في الخرطوم، وصفوا البشير بـ"القاتل" بعد اضطرابات على مدار عدة أيام قتل خلالها عشرات الاشخاص، في حين قال مشاركون في جنازة محتج إنهم تعرضوا لإطلاق نار من قوات الأمن.

وخرجت مظاهرات يومية الأسبوع الماضي في أعقاب قرار الحكومة خفض دعم الوقود وغاز الطهو يوم الاثنين الماضي.

وذكرت الشرطة أن مسلحين مجهولين قتلوا 4 محتجين بالرصاص الجمعة ليرتفع العدد الرسمي للقتلى إلى 33، في حين أحصت منظمات حقوقية رقما يقترب من ضعف تلك التي أعلنتها السلطات.

وفي حي بري بالخرطوم تجمع أكثر من ألف شخص للمشاركة في جنازة أحد الضحايا، هو الطبيب صلاح السنهوري الذي ينتمي لأسرة كبيرة لها صلات قوية بالحكومة.

وقال شهود إن عدد المشاركين في الجنازة ارتفع إلى 3 آلاف في غضون نصف ساعة، وهتف كثيرون واصفين البشير بالقاتل ورددوا "حرية.. حرية".

وقال مشاركون إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على الحشد.

وتظاهر الجمعة أكثر من 5 آلاف شخص في الخرطوم في أكبر احتجاجات يشهدها وسط السودان منذ سنوات.

وقالت الشرطة في بيان أن مجهولين فتحوا النار على مجموعة من المحتجين يوم الجمعة فقتلوا أربعة.

ويجوب مدنيون مسلحون وقوات أمن حاملين بنادق شوارع الخرطوم في وضح النهار، ويحرسون أسطح المباني.

واتهم نشطاء من المعارضة حزب المؤتمر الوطني الذي ينتمي إليه البشير بأعمال تخريب وتسليح ميليشيات لتحريض المواطنين على المحتجين.

والتظاهرات أكبر بكثير من احتجاجات اندلعت العام الماضي، في أعقاب مباشرة الحكومة تقليص الدعم على الوقود، لكنها لا تزال محدودة مقارنة باحتجاجات حاشدة أطاحت حكام مصر وليبيا وتونس في 2011.

وأفلت البشير الذي جاء إلى السلطة بعد انقلاب في عام 1989، من انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام من تونس إلى اليمن منذ عام 2011، لكن الغضب بسبب الفساد وارتفاع معدل التضخم تصاعد.

وظل البشير في السلطة رغم حركات تمرد وعقوبات تجارية فرضتها الولايات المتحدة، وأزمة اقتصادية ومحاولة انقلاب العام الماضي، وأمر اعتقال صادر بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وما زال الرئيس السوداني يتمتع بدعم الجيش وحزبه وكثير من رجال الأعمال.

وجاء خفض الدعم بسبب أزمة مالية طاحنة يعانيها السودان منذ انفصال جنوب السودان المنتج للنفط في عام 2011، الأمر الذي حرم الخرطوم من ثلاثة أرباع إنتاج الخام الذي تعتمد عليه إيردات الدولة وواردات الغذاء.