حمل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، نظيره السوداني عمر البشير، مسؤولية فشل المفاوضات الجارية بين بلديهما حول القضايا العالقة، نتيجة ما سماه "رفض البشير وقف نهب نفط الجنوب وإصراره على أخذه عنوة".
وجدد سلفاكير تمسك بلاده برفض إعادة تصدير النفط عبر السودان، ما لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق عادل، قائلاً: "خير لنا أن نموت جوعاً من أن ندع البشير يسرق نفطنا"، لكنه أكد التزام حكومته بالاستمرار فى التفاوض مع الخرطوم.
جاءت تصريحات سلفاكير فى خطاب جماهيري فى منطقة توريت، الخميس، بثه التلفزيون الرسمي، ضمن احتفالات بلاده بالذكرى السابعة والخمسين لاندلاع أول حرب أهلية قادها الجنوبيون ضد الخرطوم فى أغسطس من العام 1955، انطلاقاً من نفس المنطقة.
وقال رئيس دولة جنوب السودان إن البشير رفض فى اجتماع مشترك بينهما، بحضور رؤساء كل من كينيا وأوغندا وأثيوبيا والصومال، "إيقاف أخذ نفط الجنوب بالقوة، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بإيقاف ضخ بترول دولته عبر الأنابيب والموانئ السودانية.
وأشاد سلفاكير بمن سماهم "ثوار توريت"، رافضاً تسمية الاضطرابات التى حدثت فى المنطقة منذ استقلال السودان بأنها "تمرد"، كما دأبت الأدبيات ومناهج التاريخ السوداني على تسميتها.
وقال: "إن أحداث الثامن عشر من أغسطس 1955 ليست تمرداً، بل ثورة من أجل التحرير والانعتاق من الهيمنة".
واستعرض جزءاً من تاريخ تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي خاضت حرباً عقب انهيار اتفاقية أديس أبابا التى وقعتها حركة أنيانيا الجنوبية المنبثقة عن أحداث توريت، مع نظام الجنرال جعفر محمد نميري عام 1972.
واعتبر سلفاكير الحركة الشعبية امتدادا لحركة أنيانيا الأولى. وذكر أن الجنوبيين كانوا يطلقون على منتسبي الحركة الشعبية من الجنود وضباط لفظ "أنيانيا"، وتعني "السم الزعاف"، نسبة إلى نوع من الحشرات السامة التي يكثر وجودها فى الغابات الإستوائية جنوبي السودان.