حمص هي المحافظة الثالثة في سوريا من حيث الأهمية وسكانيا فقد بلغ عدد سكانها مليون و267 ألفاً حسب إحصائيات عام 2011 .
مكنها موقعها في وسط البلاد من لعب دور مهم في التجارة والصناعة، وجعلها شبكة المواصلات الأضخم في سوريا. وأضاف نهر العاصي أهمية لها جاعلاً منها مركزاً زراعيا وسياحيا وأثرياً بارزاً.
تشتهر حمص بمواقعها الأثرية ومناخها المعتدل وطبيعتها الجميلة. فهناك تدمر وهي واحدة من الأوابد التاريخية التي شهدت فترة رخاء وازدهار في العصر الروماني.
وهناك قلعة الحصن التي تقع شرقي المدينة والتي أدرجت كموقع من التراث العالمي. كما احتضنت المدينة مهرجان الوادي السياحي.
تتميز حمص مدينة ومحافظة بتنوع انتماءات سكانها. هي صورة مصغرة عن سوريا. فهناك مسلمون سنة وعلويون وشيعة ومسيحيون.
وهناك أيضاً الأكراد والشركس والتركمان والأرمن الذين اشتركوا مع الغالبية العربية في تاريخهم الطويل.
لحمص تاريخ عريق ومغرق في القدم. فقد نشأت فيها حضارات تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. دخلها الإسكندر المقدوني، وتأسست فيها بعد وفاته السلالة السلوقية.
وكانت من أولى الممالك التي تحالفت مع الإمبراطورية الرومانية في الشرق. كما لعبت دوراً هاماً في الحرب الأهلية الرومانية وناصرت أوكتافيوس آنذاك.
تعرف حمص بمدينة ابن الوليد نسبة للقائد الإسلامي خالد ابن الوليد الذي دخلها فاتحاُ، وتوفي هناك ودفن فيها.
أنجبت حمص في النصف الثاني من القرن العشرين العديد من الشخصيات السياسية والفكرية والأدبية البارزة. وفيها عائلات بأكملها انخرطت في الشأن العام. منها عائلة الأتاسي تقلد اثنان من أفرادها مهام رئاسة الجمهورية.
حمص كانت المدينة الثانية بعد درعا التي وصلت إليها الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا في الخامس عشر من مارس من العام الفائت، وسجلت الحضور الأبرز في تلك الاحتجاجات حتى بات اسمها "عاصمة الثورة".