ميشال سماحة الرجل السياسي، الأمني والمخابراتي في قبضة القضاء العسكري اللبناني! والتهمة: التخطيط والتحضير لعمليات تفجير إرهابية في لبنان!
من اليمين المتطرف إلى اليسار المتطرف انتقل الوزير السابق ميشال سماحة حتى أصبح قبل اعتقاله وبحسب الادعاء أمام القضاء اللبناني "عضوا في جماعة" شارك بتشكيلها مع اللواء السوري علي المملوك "هدفها ارتكاب جنايات في لبنان".
بدأ ميشال سماحة اللبناني أولى خطواته في السياسة عام 1964، حين انضم الى حزب الكتائب اللبنانية وتولى حينها منصب مسؤول في القطاع الطلابي. كان مناصرا للرئيس الراحل بشير الجميل، وتقرب بعد اغتياله من شقيقه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الذي عينه مسؤوله الإعلامي ورئيسا لمجلس إدارة التلفزيون الرسمي في لبنان.
وكان مع بداية الحرب اللبنانية عام 1975 قد بدأ علاقة خاصة مع النظام السوري، وأوجد من خلالها لنفسه دورا جديدا داخل حزبه ألا وهو همزة الوصل بين الكتائب اللبنانية والنظام السوري.
ساهمت حنكته السياسية وقدرته على الإقناع في تعيينه ضمن مجموعة كانت تزور دمشق بانتظام حاملة الرسائل السياسية وغيرها. وكانت أول علاقة وطيدة بناها سماحة في دمشق حينها مع العميد السوريّ محمد الخولي.
وفي عام 1985 ترك سماحة الكتائب ليؤيد انتفاضة على الحزب نفسه قادها رئيس حزب القوات سمير جعجع يعاونه إيلي حبيقة. لينحاز بعدها مباشرة لانتفاضة حبيقة على جعجع. وبين الانقلاب والتقلب بدأ سماحة علاقة مزعومة مع عناصر من المخابرات الفرنسية، طورها إلى حد كبير عندما انتقل للعيش مع أسرته في باريس.
وعلى وتر العلاقات السورية- الفرنسية عزف سماحة، حتى نال لقب مستشار الرئيس السوري حافظ الأسد للشؤون الفرنسية منذ مطلع العام 1990. وبمباركة سورية صار سماحة نائبا عن المقعد الكاثوليكي في المتن في لبنان. ولكن كان عليه انتظار لحظة انتخاب صديقه النائب عن زحلة إلياس الهراوي رئيسا للجمهورية في لبنان ليقتنص فرصة مجده. فعينه الهراوي وزيرا للإعلام للمرة الأولى فوزيرا للسياحة ليعيده وزيرا للإعلام مرة جديدة هذه المرة من العام 1992 حتى 1995.
عاد بعدها للمرة الأخيرة بمباركة سورية وزيرا للإعلام مجددا في عهد رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري من العام 2003 حتى العام 2004. ومع خروج القوات النظامية السورية من لبنان تراجع دور سماحة الذي وصف خلال حقبة الوصاية السورية على لبنان "برجل سوريا الأول في لبنان".
وأتى قرار الإدارة الأميركية في يونيو 2007 ليمنعه من بين عدد من الشخصيات من دخول أراضيها بحجة "التورط أو احتمال الضلوع في زعزعة الحكومة اللبنانية"، و"رعاية الإرهاب أو العمل على إعادة ترسيخ السيطرة السورية على لبنان"، وأنهم بذلك "يلحقون الضرر بمصالح الولايات المتحدة".
ويذكر أنه في الآونة الأخيرة كان يشغل منصب معاون اعلامي لمستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان. قبل أن يعيده المستشار الأمني الأول للرئيس السوري اللواء محمد ناصيف إلى الساحة ويكلف بآخر عمل قام به.
وفي صباح يوم الخميس التاسع من أغسطس 2012، خلعت أبواب منزله تحت ضغط أقدام رجال الأمن اللبناني المدعومة بمذكرة جلب قضائية بحق " المتهم" ميشال سماحة. لينقل إلى يوم السبت 11 اغسطس الى المحكمة العسكرية، حيث يواجه بحسب الادعاء عقوبة تتراوح بين الأشغال المؤبدة والإعدام. وأشار مصدر أمني لسكاي نيوز عربية إلى أن الأجهزة الأمنية تستند إلى وثائق وأشرطة محددة ستعرض خلال المحاكمة. ومن بينها أربعة أشرطة فيديو لسماحة في أربعة أماكن مختلفة، وتحتوي على مشاهد يتحدث فيها سماحة، طالبا نقل المتفجرات لزرعها في عدد من القرى الشمالية بطلب من القيادة السورية.