أحيى عيد الفطر الذي أعاد للمصريين شيئا من طبيعتهم المرحة، آمالا بأن تأتي الأيام المقبلة بحل للأزمة السياسية، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها وتنتهي اﻻعتصامات سلميا، إلا أن استمرار رفض جماعة الإخوان المسلمين لعروض التفاوض، قد يقوض هذه الآمال ويحد من التفاؤل بعودة عجلة الحياة إلى طبيعتها في القريب العاجل.

على غير عادتهم، أمضى المصريون شهر رمضان في جو يفتقر إلى البهجة واﻻحتفاﻻت المعتادة بسبب استمرار اﻻعتصامات وقطع الطرق وأحداث العنف المتكررة، وكذلك موجة الهجمات الإرهابية اليومية في سيناء، التي راح ضحيتها عدد من الجنود.

لكن عطلة العيد أعطت الغالبية العظمى من الناس فترة استراحة من المتابعة المستمرة للأخبار السياسية والأحداث المتلاحقة، وفرصة لالتقاط الأنفاس قبل العودة إلى واقع الأزمة السياسية.

فذهب مئات منهم إلى شواطئ الإسكندرية والساحل الشمالي، وحتى الشواطئ الحارة مثل البحر الأحمر. وظهرت طوابير تمتد لكيلومترات أمام مداخل الشواطئ في أيام العيد.

وقالت هالة عمر، مديرة فرع أحد البنوك: "كنا بحاجة إلى الشعور بأن عجلة الحياة ﻻ زالت تدور وأن بإمكاننا أن نضحك ونلهو ونفكر في أمور تافهة مثل السفر والتنزه".

وأضافت لسكاي نيوز عربية: "لكن بصراحة، وعلى الرغم من محاولاتنا، فإن هناك غصة في القلب ونوعا من وخز الضمير، لأننا نعرف أن الواقع سيداهمنا بمشاكله فور عودتنا، وأننا سنضطر إلى التعامل مع قطع الطرق وانعدام الأمل في المستقبل".

من جهتها، رأت الصحفية شهيرة إدريس "أن الطريق إلى المسار الطبيعي للحياة السياسية لن يكون سهلا أبدا".

 وأضافت: "المشكلات لن تنتهي بمجرد فض اﻻعتصامات، فإنه حتى لو تم ذلك دون عنف فإن الإخوان وأنصارهم لم يظهروا أي نوع من التعاون مع القوى السياسية التي حلت محلهم، وستواجهنا عقبات عندما يحين موعد اﻻنتخابات واﻻستفتاء على الدستور".

وأضافت: "ستكون معركة ضارية بين كل الأطياف السياسية للاستحواذ على أكبر قطعة من الكعكة، وسيقاتل الإخوان بضراوة للعودة عن طريق صناديق اﻻنتخابات".

أما المحامي حسن حلمي،الذي يقطن قرب جامعة القاهرة حيث اعتصام ميدان النهضة، فأمله هو أن يتم فض اﻻعتصام.

وقال: "الحياة أصبحت شاقة ومتعبة جدا منذ بداية اﻻعتصام، فنحن نخرج من بيوتنا للعمل وﻻ نعرف إن كنا سنتمكن من العودة للمنزل".

وأضاف: "أترك زوجتي وابنتي الرضيعة في البيت وأخشى عليهما سواء من وجود اﻻعتصام أو من أخبار احتمال فضه، فإذا تم فضه بالقوة أخشى من امتداد اﻻشتباكات إلى محيط منزلنا أو من محاولة اقتحام المعتصمين المبنى الذي نسكن فيه هربا من الملاحقة".

وتابع: "حقا كنا نود أن تحل الأزمة قبل العيد حتى يحمل لنا الأمل في المستقبل ولكن تحديات المستقبل ما زالت كبيرة وشائكة".