دعا عضوا مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين وليندسي غراهام إلى حوار وطني في مصر يشمل جماعة الإخوان المسلمين في وقت تكثفت الجهود الدبلوماسية الرامية لاحتواء الأزمة السياسية بينما أعلنت الرئاسة المصرية رفضها الضغوط الأجنبية.

وبعد أن قرر مساعد وزير الخارجية الأميركية، وليام بيرنز تمديد زيارته للقاهرة، هو ومبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون، انضم إليهما الثلاثاء ماكين وغراهام اللذين عقدا، الثلاثاء، سلسة لقاءات مع عدد من قيادات البلاد.

وفي مؤتمر صحفي مشترك أعقب اللقاءات، قال عضوا مجلس الشيوخ إن على جماعة الإخوان المسلمين الامتناع عن العنف، وعلى قوات الأمن السماح بالاحتجاج السلمي، وأكدا أنهما يتحدثان باسم الكونغرس بالتنسيق مع البيت الأبيض.

ودعا ماكين إلى اطلاق السجناء السياسيين وإجراء حوار وطني في البلاد، بينما اعتبر غراهام أن "ما يحدث في مصر سيقرر مصير المنطقة كلها"، واصفا ما حدث بـ"الانقلاب لأن نقل السلطة لم يتم عبر الانتخابات".

لقاءات مكثفة

وكان الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، استقبل ماكين وغراهام بعد أن كانا قد اجتمعا بنائب الرئيس المصري للشؤون الخارجية، محمد البرادعي، ورئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي.

وأكد البرادعي خلال اللقاء أن أولويات مصر هي تأمين المواطنين والحفاظ على حياتهم وحفظ النظام والقانون، مضيفا أن القيادة المصرية الحالية ستمضي قدما في اتمام المصالحة السياسية الشاملة وتنفيذ خريطة الطريق.

من جانبه، أكد الببلاوي أن هناك "خارطة طريق وضعتها قوى الشعب ونحن نسير عليها بانضباط شديد"، مشيرا إلى أن "الحكومة الانتقالية الحالية تعمل بكل طاقتها.. لتهيئة المناخ السياسي لتنفيذ مراحل خارطة الطريق".

في غضون ذلك، نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، عزم بيرنز مقابلة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وأكدت من جهة أخرى عدم وجود مؤشرات على حصول انفراج وشيك في الأزمة المصرية.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين أعلنت عن رفضها مطالب مبعوثين دوليين بالإقرار باستحالة عودة مرسي إلى رئاسة مصر والتكيف مع التغيير الذي حصل في البلاد، حسب ما أعلن المتحدث باسم الجماعة، جهاد الحداد.

الرئاسة ترفض الضغوط

كما أعلن أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت، أن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية، مؤكدا أن مصر قادرة على حماية الثورة والدولة.

يأتي ذلك في إطار ردود الفعل الرسمية والعامة، تجاه الزيارات التي يقوم بها دبلوماسيون عرب وأجانب إلى قيادات جماعة الإخوان المسلمين، المحتجزين على ذمة قضايا جنائية، منها التحريض على قتل المتظاهرين.

وكان مستشار الرئيس للشؤون الاستراتيجية مصطفى حجازي، أعرب أيضا عن رفضه وصف الجهود التي تقوم بها حاليا بعض الأطراف الدولية والعربية في المشهد السياسي المصري بأنها جهود وساطة.

وأكد حجازي أنها ليست جهود إدارة مفاوضات أو جهود الغرض منها قيام طرف خارجي بتقديم تصوره هو لإيجاد حل لما يحدث في الشارع المصري من تجمعات "وصلت لحالة عدم السلمية بكل المقاييس".