مع ازدياد حدة العنف في سوريا وانتشاره في مجمل الأراضي السورية، تزداد كذلك حركة الانشقاق في صفوف القوات السورية، عدا عن تلك في السلك الدبلوماسي.

ومن بين الانشقاقات الأخيرة في صفوف الجيش، تلك التي قادها اثنان من ضباط الجيش السوري من عائلة طلاس، هما النقيب سهير طلاس الذي انشق عن اللواء 51 دبابات في الفرقة العاشرة، وكذلك النقيب رامي طلاس عن الفوج 122 مدفعية، التابع للفرقة العاشرة أيضاً.

وأعلن النقيبان طلاس تشكيل كتيبة "حرملة بن الوليد"، المنضوية تحت اتحاد كتائب الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وبث الناشطون تسجيلاً مصوراً بث على موقع اليوتيوب، يظهر انشقاق النقيبين، وإعلان تشكيل الكتيبة العسكرية.

يشار إلى أن من أبرز المنشقين من عائلة طلاس، العميد مناف طلاس قائد اللواء 105 بالحرس الجمهوري وابن وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس، الذي غادر سوريا إلى باريس، وأعلن في وقت لاحق انشقاقه في تسجيل مصور.

كذلك كان الملازم عبدالرزاق طلاس، من أوائل الذين انشقوا عن الجيش السوري في بداية الأزمة السورية، وشكل مع زملاء آخرين كتيبة الفاروق.

وعبدالرزاق طلاس هو قائد الجيش السوري الحر في حمص، وقاتلت كتيبته القوات النظامية في حي بابا عمرو في المدينة.

وفي تركيا، قال مسؤول تركي الاثنين إن نائب قائد شرطة اللاذقية، الواقعة غربي سوريا، كان من بين 12 ضابطاً سورياً انشقوا وفروا إلى تركيا الليلة الماضية.

وقال المسؤول إنه بالإضافة إلى الضباط المنشقين، عبر نحو 600 سوري إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع من عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى أكثر من 43 ألف سوري.

وفي وقت سابق، بث ناشطون تسجيلاً مصوراً يظهر انشقاق مجموعة من فرع الأمن العسكري في دير الزور، وأعلنوا عن تشكيل سرية تابعة للمجلس العسكري السوري.

وسبق ذلك إعلان العقيد فواز شهاب، أحد ضباط الجيش السوري في حلب، انشقاقه وانضمامه للجيش الحر، ودعا شهاب في الفيديو المصور المنسوب إليه، أفراد الجيش السوري النظامي إلى الالتحاق بالثورة.

يشار إلى أنه في التاسع والعشرين من يوليو 2011، أي بعد مرور أكثر من 4 شهور على اندلاع الاحتجاجات في سوريا، أعلن منشقون عن الجيش السوري النظامي تأسيس ما يسمى بالجيش السوري الحر.

وفي 23 سبتمبر 2011، اندمج الجيش السوري الحر مع حركة الضباط الأحرار التي كان أسسها في وقت سابق المقدم حسين هرموش، وأصبح القوة المسلحة الرئيسية المعارضة للنظام السوري.

وفي بيان له يوم 10 فبراير الماضي، أعلن الجيش الحر إعادة هيكلته، فعيّن العقيد الأسعد قائداً للجيش والعقيد مالك كردي نائباً له، بينما عين العقيد أحمد حجازي في منصب رئيس الأركان.

وفي وقت لاحق، أعلن عن إنشاء مجلس عسكري الهدف منه توحيد القوى المسلحة للمعارضة السورية، ويضم في عداده العميد مصطفى الشيخ والعقيد رياض الأسعد، حسب ما صرح الأخير.

وعين العميد الشيخ رئيسا لهذا المجلس الذي سيتولى "رسم الاستراتيجيات العامة للجيش ووضع السياسة الإعلامية وميزانية الجيش الحر ومساعدة قيادة الجيش على تنفيذ الخطط"، بحسب الأسعد، الذي سيشرف على القيادة العملانية للجيش الحر، أي أن يكون مسؤولا عن كل الكتائب، وكل المجالس العسكرية في المدن.

أما عديد الجيش السوري الحر، فقد كان في أوائل ديسمبر 2011، بين 15 و25 ألف عنصر، بينما قدرتهم الاستخبارات الغربية بنحو 10 آلاف عنصر، وفي يناير 2012، قدر الجيش السوري الحر عديده بنحو 40 ألفاً.

وينقسم أفراد الجيش السوري الحر بين ثلاث وعشرين كتيبة أبرزها كتيبة خالد بن الوليد في حمص، وكتيبة العمري في درعا والقاشوش وأبوالفداء في حماة والأبابيل في حلب ومعاوية بن أبي سفيان في دمشق وأبوعبيدة بن الجراح في ريف دمشق.