تستمر المعاناة الإنسانية للنازحين السوريين في مخيم أطمة قرب الحدود التركية السورية، سكانه سوريون وسوريات هتفوا ضد النظام السوري، فدكت بيوتهم وكان مصيرهم خياما منصوبة في العراء لا تظل من حر أو تقي من قر. ومع دخول شهر رمضان، لم يتغير الوضع داخل المخيم، بل تزداد ظروفهم المعيشية يوما بعد يوم سوء في ظل استمرار الحرب في سوريا.

ويعيش في المخيم حوالي 17 ألف نازح، وفي الشتاء يمتزج التراب بالماء ليتحول إلى ساحات من الوحل والطين، فليس للمخيم جدران ولا سور يحد هبل سهل فسيح يتسع لآلاف الأسر السورية التي هربت من القصف والبراميل المتفجرة التي تلقى عليهم من الطائرات.

ويقول أحد النازحين لـ"سكاي نيوز عربية" إن "سكان المخيم يعانون من نقص المواد الغذائية والأدوية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة بسبب المياه الآسنة والنفايات".

صور المخيمات تحكي عمق الأزمة، فالمخيم الذي يزداد كل يوم عدد اللاجئين فيه مع استمرار العمليات العسكرية، يوفر الأمان النسبي، إلا أنه لا يمثل مكانا مناسبا للعيش بسبب انعدام الكثير من مسببات الحياة.

وحدها لغة الحرب والمعاناة التي تسمع هنا حتى عند الأطفال الذين يعجزون عن تغيير واقع حرمهم من التعليم وفرض عليهم التخلي عن أحلامهم الطبيعية.

وتشير إحدى السيدات داخل المخيم إلى أن "الناس داخل المخيم يعانون من صعوبة الحصول على مياه نظيفة للشرب بشكل مستمر وليس في شهر رمضان فقط، وأيضا تدني مستوى المعيشة في ظل انتشار الأوبئة والأمراض".

كما يعاني مخيم أطمة من انتشار عدد من الأمراض بسبب الازدحام وانعدام منظومة الصرف الصحي، وهو وضع تسبب في ضغط كبير على الوحدة الصحية الوحيدة بالمخيم، التي تعاني هي الأخرى نقصا حادا في المعدات والكوادر الطبية، إضافة إلى شح الأدوية الضرورية.

وتجسد أوضاع النازحين في المخيم حديث السوريين عن قلة الدعم الإنساني المقدم لهم، وتلفت النظر مجددا إلى اتهاماتهم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بإهمالهم.

يعيش النازحون في مخيم أطمة دون أمل كبير في انفراج أوضاعهم، إذ تتعاقب فصول السنة وهم من معاناة إلى أخرى.