عزز الجيش المصري الإجرات الأمنية في العاصمة القاهرة، حيث أغلق، ليلة السبت، الطرق الرئيسة المؤدية إلى وزارة الدفاع، بعد تحرك مسيرتين مؤيدتين لجماعة الإخوان المسلمين ميدان رابعة العدوية باتجاه مبنى الوزارة.

وقال مصدر أمني في مطار القاهرة الدولي، إن القوات المسلحة نشرت مدرعات على المداخل الرئيسة المؤدية إلى المطار، وشنت حملة تفتيش على السيارات القادمة من جميع المداخل، "تحسبا من نقلها عناصر إرهابية أو متفجرات".

وشدد الجيش المصري تحركاته في القاهرة، عقب دعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، المصريين، للتظاهر تحت شعار "مليونية استرداد الثورة"، تأييدا لما وصفوه "شرعية الرئيس" السابق محمد مرسي.

وشارك حشد كبير من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرة في ميدان رمسيس القريب من ميدان التحرير، وساروا في شارع رمسيس المتفرع من الميدان، وأوقف مئات منهم المرور على جسر 6 أكتوبر، الذي شهد الأسبوع الماضي واحدا من أسوأ الاشتباكات بين مؤيدي الإخوان ومعارضيهم.

وفي التحرير تجمع مئات من معارضي مرسي لتناول إفطار رمضان، ولضمان ما وصفوه "استكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير".

وأغلق المعتصمون مداخل الميدان، وأطلقوا هتافات تندد بالولايات المتحدة الأميركية، مطالبين بطرد السفيرة الأميركية لدى القاهرة آن باترسون، على خلفية دعوة واشنطن لإطلاق سراح الرئيس السابق محمد مرسي.

دعوة لـ"عزل السيسي"

بدوره، اتهم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، الولايات المتحدة الأميركية، بالمشاركة في ما وصفه "ترتيبات الانقلاب"، داعيا من ميدان رابعة العدوية، إلى "عزل" وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي.

ودعت واشنطن القاهرة للإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي، الخاضع للإقامة الجبرية منذ أن عزله الجيش المصري في الثالث من يوليو الجاري.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي، "إن مرسي كان رئيسا منتخباً، لكن الديمقراطية لا تتعلق فقط بصناديق الاقتراع".

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفله، إنه "يتوجب على جميع القوى السياسية في مصر، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، أن تتجنب العنف". كما دعا الوزير الألماني إلى "رفع الحظر المفروض" على الرئيس السابق محمد مرسي و"السماح للمنظمات الدولية بالتواصل معه".

تشكيل الحكومة

وعلى الصعيد السياسي، قال رئيس الوزراء المصري المكلف حازم الببلاوي إنه سيبدأ السبت الاتصال بمرشحي الحقائب الوزارية في حكومته الجديدة، لكنه رفض تحديد عدد الوزارات، كما لم يحدد ما إذا كانت وزارة الإعلام ستلغى أم لا.

وكان الببلاوي أوضح في وقت سابق، أنه لا يمانع في إشراك بعض أعضاء حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، في الحكومة الجديدة.

وعبر الببلاوي عن عدم قلقه من الانتماء السياسي لأي عضو في الحكومة. كما أشار في الوقت نفسه، إلى أن معيار اختيار الوزراء الجدد هو "الكفاءة والمصداقية".