قتل 38 شخصا، وأصيب 25 بجروح، مساء الجمعة، في هجوم انتحاري استهدف مقهى في مدينة كركوك الواقعة شمالي العراق، حسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه عند الساعة 22.30 (19.30 ت غ) في مقهى في حي واحد حزيران، ما أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة 25، وفقا للطبيب إبراهيم شكور.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 28 بجروح.

ويقع المقهى في جنوب كركوك (240 كلم شمالي بغداد) الغنية بالنفط والمتنازع عليها.

وقال مراسل وكالة "فرانس برس" إن العشرات من أهالي الضحايا تجمعوا أمام دائرة الطب العدلي التابعة لمستشفى كركوك العام، وهم يبكون في حال من الهيستيريا والغضب، بانتظار معرفة مصير أبنائهم.

وقال أحمد البياتي الذي أصيب في ساقه لفرانس برس "بعد الإفطار تجمعنا في هذا المقهى لممارسة لعبة الصينية"، اللعبة الشعبية الأولى خلال شهر رمضان في العراق.

وأضاف أنه "أثناء تجمهر العشرات داخل المقهى دخل علينا شخص ولم نسمع إلا  كلمة الله أكبر ودمر كل شيء"، مشيرا إلى أن "هناك جرحى كانوا يحترقون وشهداء يحترقون".

قتلى آخرون

وكان مراسلنا قد أفاد أن 9 أشخاص قتلوا في أماكن متفرقة بالعراق. ففي قضاء الشرقاط (290 كلم شمال بغداد) تم اغتيال عميد في الشرطة فجر الجمعة في قرية جميلة" الواقعة إلى الشمال من الشرقاط.

وأوضحت مصادر أمنية أن "العميد صبري عبد عيسى تعرض للهجوم عندما كان في طريقه لآداء صلاة الفجر في مسجد القرية".

وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن "مسلحين مجهولين اغتالوا عنصرا سابقا في الشرطة، أمام منزله وسط قضاء المقدادية" على بعد 20 كلم شرق بعقوبة. كما قتل أحد عناصر الصحوة وأصيب شخص آخر بجروح جراء انفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية في منطقة زاغنية" الواقعة الى الغرب من بعقوبة.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال الملازم أول قاسم اللهيبي من الشرطة إن "شرطيا قتل وأصيب آخر بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في ناحية القيارة (50 كلم جنوب الموصل)".

وأضاف كما "قتل مدني بانفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية في حي الصحة، في غرب الموصل".

وأكد الطبيب معتز الملاح حصيلة الضحايا.

آثار تفجير بعبوة ناسفة

ليلة دامية

وشهدت أنحاء مختلفة من العراق أعمال تفجير وهجمات أسفرت عن عشرات القتلى بينهم عهدد كبير من قوات الأمن.

إذ استهدف سيارات ملغومة ومسلحون مراكز للشرطة ومجلس عزاء في العاصمة العراقية بغداد، بالإضافة إلى أهداف أمنية أخرى في محافظات عدة في البلاد.

وقالت الشرطة إن مسلحين فتحوا النار على حاجزي تفتيش عند منشآت نفطية على الطريق بين حديثة وباجي، التي تقع على بعد 180 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا.

وأضافت الشرطة أن 11 شخصا آخرين قتلوا في المقدادية، التي تقع على بعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد، عندما انفجرت سيارة ملغومة في مجلس عزاء. وفجر مهاجم انتحاري نفسه في تجمع لمواطنين كان يقومون بإجلاء الجرحى في موقع تفجير سابق.

وقال كاظم حسن وهو مدرس (47 عاما)، حيث نقل إلى المستشفى بعد أن أصيب بجروح في ساقه: "كنت جالسا داخل الخيمة، وعندما سمعت دوي انفجار هائل هرولت (للخارج) ورأيت سيارة تحترق. وبينما كنا منهمكين في نقل الجرحى فاجأنا انتحاري بتفجير نفسه."

وقالت الشرطة ومصادر طبية إن أربعة أشخاص قتلوا عندما انفجرت سيارة ملغومة شرق بغداد. وأضافت أن ثلاث قنابل زرعت على طرق استهدفت دوريات للشرطة في مدينة تكريت، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من الشرطة.

وفي مدينة الموصل شمال العراق، قالت الشرطة إن ثلاثة انتحاريين فجروا سيارات ملغومة استهدفت حواجز، ما أسفر عن مقتل أربعة من الشرطة.

وقتل سبعة من الشرطة في وقت سابق الخميس في هجمات هزت محافظة الأنبار، غرب العراق. وهاجم مسلحون نقطة تفتيش تقع على بعد 60 كيلومترا تقريبا جنوب غربي مدينة كركوك، فقتلوا ثلاثة أعضاء من مجموعات الصحوة المسلحة التي تدعمها الحكومة.

وفي كركوك نفسها قتل عضو رابع من الصحوة في هجوم بقنبلة زرعت على طريق.