عندما شعر الرئيس الراحل حافظ الأسد أن شقيقه العميد رفعت يحاول الوصول إلى السلطة، أمر وزير دفاعه العماد مصطفى طلاس وقتها أن يتصدى بالقوات المسلحة لإحباط ذلك.

وحينها قال الأسد "الأب" إلى قادة القوى والفرق المحيطة بدمشق: "إذا لم تسمعوا صوتي .. نفذوا الأوامر الصادرة إليكم من العماد طلاس حصرا"، كما ذكر طلاس في سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.

إلا أن المشهد تغير الآن بعد انشقاق العميد مناف طلاس، الذي أثار الكثير من التساؤلات عن عائلة طلاس التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع عائلة الأسد.

وتتكون أسرة طلاس من الأب مصطفى وزير الدفاع السوري السابق، وأولاده  رجل الأعمال فراس ومناف الذي كان يقود لواء في الحرس الجمهوري وناهد.

مصطفى طلاس ونجلته

وكان العماد أول مصطفى عبد القادر طلاس من أبرز الأوفياء لعائلة الأسد ، حيث شغل منصب وزير الدفاع في الفترة من عام 1972 إلى 2004، ويعتبر من أبرز المقربين من الرئيس حافظ الأسد، ضمن ما سمي بالحرس القديم.

ولد مصطفى في بلدة الرستن بمحافظة حمص عام 1932، وانضم إلى حزب البعث سنة 1947، ثم انتسب إلى الكلية العسكرية سنة 1952، وتخرج كملازم في سلاح المدرعات سنة 1954.

اشترك في فبراير 1966 في الانقلاب الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ، وعين بعدها قائدا للمنطقة الوسطى واللواء المدرع الخامس، وأصبح رئيسا للأركان ونائب وزير الدفاع  عام 1968.

اشترك في نوفمبر 1970 في انقلاب قاده حافظ الأسد.

انتخب عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث السوري في المؤتمر القطري السادس في أبريل 1975، وعين رئيسا للجنة الحزبية العسكرية في يناير 1977، ولعب دورا مهما في إحباط سيطرة رفعت الأسد على الحكم سنة 1984، حتى تقاعد في مايو 2004، ثم انتقل قبل بضعة أشهر إلى العيش في العاصمة الفرنسية باريس.

إلا أن الاحتجاجات المستمرة منذ مارس 2011 بدلت من أوجه الترابط بين الأسرتين، حيث مثل انشقاق العميد مناف وإدراج اسم فراس على قائمة المطلوبين،بحسب مصادر للمعارضة، وانشقاق الملازم أول عبدالرازق طلاس المنتمي للعائلة منحى جديدا في علاقات الأسرتين.  

وكانت الصدمة الأولى هي انشقاق الملازم أول عبدالرزاق محمد طلاس عن الجيش النظامي في سوريا أثناء الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، حيث انضم للجيش السوري الحر فور تشكيله وتم تنصيبه عندها قائداً لكتيبة الفاروق، حيث يعد أول من انشق من عائلة طلاس.

عبدالرازق طلاس

وجاء وضع اسم رجال الأعمال فراس على قائمة المطلوبين للاعتقال على المنافذ البرية والبحرية والمطارات، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، ليمثل تصدعا جديدا بين العائلتين، حيث اتهم فراس طلاس بدعم الاحتجاجات ضد الحكومة السورية، إضافة إلى تهمة الخيانة ونزع الوطنية.

ووفقا لخبراء، جاءت الصدمة الكبرى بانشقاق العميد مناف طلاس لتمثل زلزالا في علاقات العائلتين، حيث كان مناف، صديق طفولة لبشار الأسد وشقيقه الراحل باسل الأسد، وكان قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، إلا أنه تم تجميده منذ حوالي عام، وفرض عليه ما يشبه الإقامة الجبرية، دون أن تؤكد ذلك مصادر رسمية أو من جهة المعارضة.

وقام مناف بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا غير أنها لم تحقق نجاحاً، وذكرت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أن مناف تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر، وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، حيث أطلق لحيته وشعره.

الرئيس السوري بشار الأسد والعميد المنشق مناف طلاس

وقال مصدر آخر في دمشق إن الطلاق بين مناف طلاس والجيش وقع خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص خلال فبراير ومارس الماضيين، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي.