شنت القوات السورية الحكومية، السبت، هجوما واسعا على مقاتلي المعارضة في مدينة حمص غرب البلاد، في أحدث هجوم لها لتأمين محور يربط العاصمة دمشق بالبحر المتوسط. وذكرت وسائل الإعلام الحكومية السورية أن الجيش "يحرز تقدما كبيرا" في حي الخالدية بالمدينة.

وقال نشطاء إن القوات الحكومية قصفت بالطائرات وقذائف المورتر مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة، التي تحاصرها القوات منذ عام، وخاض الجنود معارك مع مقاتلي الجيش الحر في عدة أحياء. وبث ناشطون في الانترنت لقطات أظهرت انفجارات قوية وسحبا من الدخان الأبيض تتصاعد مما قالوا إنها أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة.

ويأتي الهجوم على حمص بعدما حققت القوات السورية بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني انتصارات في قرى وبلدات منطقة القصير في محافظة حمص بالقرب من الحدود اللبنانية.

بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن وحدات من القوات الحكومية المسلحة "أحرزت تقدما كبيرا" في حي الخالدية بحمص "بعد أن قضت على أعداد من أفراد المجموعات الإرهابية كانوا يتحصنون في الحي ويعيثون خرابا وتدميرا فيه".

وقال مصدر مسؤول للوكالة إن "قواتنا المسلحة تواصل ملاحقتها أفراد المجموعات الإرهابية في الحي للقضاء على من تبقى منهم وإلقاء القبض عليهم وإعادة الأمن والاستقرار إليه".

شهادات من حمص

في هذه الأثناء، قال أبو بلال الحمصي، أحد سكان حي باب الخالدية، لموقع سكاي نيوز عربية إن "أحياء حمص القديمة المحاصرة لم تشهد منذ بداية الثورة هجوما بمثل هذه الأسلحة الفتاكة. القصف استهدف اليوم 14 حيا. منذ ساعتين وحتى الآن سقط أكثر من 300 قذيفة. قوات الأسد الآن أمام جامع خالد ابن الوليد والاشتباكات عنيفة".

وتتركز الهجمات تحديدا على حيي وادي السايح وباب هود في حمص. وعن أهمية هاتين المنطقتين قال أبو بلال لموقعنا: "حي وادي السايح يقع بين حمص القديمة والخالدية، ويحاول النظام الفصل بين هذين المنطقتين اللتين تعتبران قلب الثورة في حمص المحاصرة، والشوكة التي تقف أمام النظام".

وعن أهمية حي باب هود أوضح أن "حي باب هود يسيطر عليه الثوار، ويقع وسط مدينة حمص، ويغلق أغلب الطرقات للوصول إلى الشركات الحكومية والمؤسسات. ولذلك لا يستطيع النظام الدخول إلى وسط المدينة".

معارك بدير الزور ودرعا

وفي دير الزور، ذكر نشطاء أن الجيش الحر يستهدف أحد الأبنية التي يتحصن بها عناصر من القوات الحكومية ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود، وأوضح النشطاء أن الاشتباكات تزداد قوة بين الجيش الحر و الجيش السوري في محيط المطار العسكري وبالقرب من حاجز المسمكة.

وفي غضون ذلك، نسفت مجموعة من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة حاجز البنايات في درعا، بعد يومين من السيطرة عليه، خشية عودة الجيش السوري للسيطرة عليه والتحصن بداخله.

وتأمل المعارضة المسلحة في أن تكون السيطرة على حاجز البنايات العسكري جسرا للسيطرة على مدينة درعا التي يعتبرونها "مهد الثورة السورية" التي اندلعت منتصف مارس 2011. 

وتعد السيطرة على موقع البنايات العسكري من بين أول الانتصارات الكبيرة للمعارضة المسلحة في الجنوب منذ شهور، حيث تشن قوات الحكومة هجمات تشمل أيضا دمشق ومحافظة حمص.