تولى محمد مرسي، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، رسميا، السبت، مهام منصبه كخامس رئيس لجمهورية مصر العربية، منذ إلغاء النظام الملكي في 1952. وقد سبقه إلى هذا المنصب أربعة رؤساء، قدِم جميعهم من المؤسسة العسكرية.
محمد نجيب (يونيو 1952 إلى نوفمبر 1954)
دخل اللواء أركان حرب محمد نجيب، تاريخ مصر، باعتباره أول رئيس للجمهورية في مصر بعد ثورة 32 يوليو عام 1952، التي ألغت النظام الملكي وعزلت الملك فاروق.
كان نجيب يحظى بشعبية كبيرة، باعتباره أحد قادة "الضباط الأحرار"، خصوصا لدوره في أول الحروب العربية الإسرائيلية في عام 1948، غير أنه لم يستمر في الحكم إلا فترة قصيرة، حيث قرر مجلس قيادة الثورة عزله ووضعه قيد الإقامة الجبرية بعد اقترابه من جماعة الإخوان المسلمين. وتوفي في عام 1984.
جمال عبد الناصر (نوفمبر 1954 إلى سبتمبر 1970)
تولى عبد الناصر الحكم بعد عزل محمد نجيب، وحتى وفاته في 1970. وهو أبرز قادة ثورة 23 يوليو. يعد عبد الناصر من أهم الشخصيات السياسية العربية المعاصرة، و"زعيم القومية العربية"، وأيضا أحد قادة حركة عدم الانحياز التي أسسها مع الرئيسين اليوغوسلافي جوزف بروز تيتو، والهندي جواهر لال نهرو.
وتزامنت فترة حكمه مع حركات التحرر في البلاد العربية والعالم الثالث في خمسينات وستينات القرن الماضي، وكان له دور كبير في دعم ثورة الجزائر والحركات الفلسطينية واليمن، وبعض الثورات في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وشهد عصره داخليا تأميم قناة السويس و"العدوان الثلاثي" الذي شنته إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر، والذي رسخ زعامته العربية وشهرته العالمية، إضافة إلى مشاريع عملاقة ومثيرة للجدل أحيانا، مثل مشروع سد أسوان العالي.
كما شهد عهده لفترة قصيرة وحدة بين مصر وسوريا (الجمهورية العربية المتحدة - بين 1958 و1961) قبل الانفصال. وقد اهتزت صورة زعامته إثر هزيمة 1967 أمام إسرائيل، غير أن نهجه المعروف بـ"الناصري" لا يزال له مؤيدون في العالم العربي. وبعد وفاته في 28 سبتمبر 1970 نظمت له جنازة مهيبة.
محمد أنور السادات (سبتمبر 1970 إلى 6 أكتوبر 1981)
بدأ عهد أنور السادات، النائب السابق لعبد الناصر، في حكم مصر في مايو 1971 بما عرف بـ"ثورة التصحيح" و"القضاء على مراكز القوى" المعارضة له داخل النظام. وشهد عهده بالخصوص تحولا في اتجاه مصر من التحالف مع المعسكر الاشتراكي إلى التحالف مع الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة.
حفل عهد السادات بالعديد من التطورات التاريخية، مثل الحرب العربية الإسرائيلية في أكتوبر 1973، التي أحرز فيها العرب نصرا كبيرا، خصوصا مع تمكن الجيش المصري من اقتحام خط برليف الإسرائيلي وعبور قناة السويس.
بعد هذه الحرب زار السادات القدس في 1977، ووقع معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979، استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء.
ومن المفارقات أن السادات اغتيل بيد إسلاميين في 6 أكتوبر 1981 أثناء عرض عسكري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة لنصر 1973. كما شهد عهد السادات عودة الحياة الحزبية إلى مصر في منتصف سبعينات القرن الماضي.
حسني مبارك (أكتوبر 1981 إلى فبراير 2011)
أجبر حسني مبارك، النائب السابق للسادات، وقائد سلاح الجو، ورابع رؤساء جمهورية مصر العربية؛ على التنحي عن السلطة في 11 فبراير 2011، بعد 30 عاما من الحكم المطلق، وذلك إثر انتفاضة شعبية غير مسبوقة ضد نظامه.
وكان يتولى رئاسة الجمهورية وقيادة القوات المسلحة ورئاسة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وكانت فترة حكمه هي الأطول في تاريخ مصر منذ حكم محمد علي باشا.
شجع مبارك (84 عاما) توجه السلام مع إسرائيل عربيا وفلسطينيا، وشهدت فترة حكمه نوعا من الانتعاش الاقتصادي وأيضا صعود نجم نجله جمال الذي كان الكثيرون في مصر يرون أنه سيكون خليفة والده.
ومبارك هو أول رئيس عربي سابق يحاكم أمام محكمة مدنية في بلاده. وقد حكم عليه بالسجن المؤبد، ونقل قبل أسابيع من مستشفى سجنه إلى مستشفى عسكري بالقاهرة حيث يعالج.
محمد مرسي
أول إسلامي، وأول مدني، يتولى رئاسة مصر، وأول رئيس منتخب منذ الإطاحة بحسني مبارك. ويبلغ مرسي من العمر 60 عاما، وهو أب لخمسة أبناء، وهو مهندس متخرج من مصر، وحاصل على دكتوراة من جامعة أميركية. وقد عرف السجن خلال فترة مبارك الذي خلفه في منصبه.
ومرسي قيادي في جماعة الإخوان المسلمين التي رشحته للرئاسة. وبعد فوزه بالرئاسة أعلن استقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة، الذي تم تأسيسه في 2011 بعد الإطاحة بمبارك.