ألقت الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين بظلال قاتمة على معظم المدن، ومدينة الرقة الواقعة شمالي سوريا ليست استثناء، حيث تعاني أوضاعا معيشية صعبة مع مرور 5 أشهر على سيطرة المعارضة المسلحة عليها.

فبعد أن بدت الرقة كمدينة أشباح، عادت الحياة إليها من جديد، إلا أن السكان البالغ عددهم نحو 220 ألف نسمة، يواجهون فيها معاناة يومية، من ارتفاع للأسعار وقلة للمال وندرة للموارد، في ظل عدم تلقي موظفي الحكومة رواتبهم الشهرية.

ويعتمد اقتصاد هذه المدينة الواقعة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، على الزراعة وعوائد الحقول النفطية المجاورة.

وتشكل مشكلة الرواتب أزمة كبيرة في المدينة، منذ سيطرة المعارضة عليها، حيث لا يستطيع موظفو الحكومة الحصول على رواتبهم من الدولة لأن أكثر من 3 آلاف شخص من أهالي الرقة مطلوبون لدى الأجهزة الأمنية السورية وبعضهم من موظفي الدولة، وفقا لناشطين.

وتسيطر المعارضة المسلحة على الدوائر الحكومية في المدينة واتخذت منها مقرات لها، إذ تحتوي المدينة على كتائب إسلامية مختلفة تحت لواء الجيش السوري الحر، بالإضافة إلى جبهة النصرة ودولة العراق والشام التابعين لتنظيم القاعدة.

من جانبها، توفر الكتائب الإسلامية في المدينة المواد الأولية مثل الخبز والوقود، بالإضافة إلى قيام أفراد منها بإصلاح سيارات الإسعاف والإطفاء.

ويقول أبوعبدالله، من المكتب الإعلامي لحركة "أحرار الشام" لـ"سكاي نيوز عربية": إن "الحركة قامت بتصليح سيارات الإسعاف والإطفاء بشكل مجاني لدعم المدينة، بالإضافة إلى تأمين الخبز لفترة طويلة".

وأضاف: "تم أيضا توصيل المياه إلى 52 قرية في الريف الشرقي لمحافظة الرقة بعد انقطاع دام 3 أشهر".

وتابع: "الحركة لا تقوم بتطبيق الحدود الشرعية داخل المدينة، وإنما هناك محاكم شرعية وقضاة شرعيين يحكمون في هذه الأمور"، نافيا تقارير إعلامية في الفترة الأخيرة أشارت إلى تطبيق الحدود في الرقة.

معارك في عين عيسى

وإلى الشمال الغربي من الرقة، تدور معارك شرسة في محيط اللواء 93، التابع الجيش السوري ببلدة عين عيسى، في محاولة من الجيش السوري الحر لاقتحامه، إلا أن الطبيعة الجغرافية للواء الواقع على هضبة مرتفعة تحول دون ذلك حتى الآن، بعد أن وصل مقاتلو المعارضة المسلحة إلى أسوار اللواء.

وأفاد ناشطون بأن اللواء محاصر بألوية وكتائب متنوعة تابعة للجيش السوري الحر، وأنه تم الاثنين، تدمير أحد مباني مقر قيادة اللواء، وقامت دبابات الجيش الحر بقصف مواقع قيادية في اللواء.

وأضافوا أن 10 مقاتلين من الجيش السوري الحر قتلوا، فجر الثلاثاء، في كمين للقوات الحكومية في محيط اللواء 93.

أما في الفرقة 17، الواقعة شمالي المدينة تدور معارك مستمرة حول الفرقة، إذ تحاصر 8 ألوية وكتائب تابعة للجيش السوري الحر مقر قيادة الفرقة، بعد أن سيطر "الحر" على عدد من الكتائب في الفرقة، ويخوض اشتباكات عنيفة للسيطرة على الأجزاء القليلة المتبقية من الفرقة.

فيما تدور المعارك بشكل متقطع حول مطار الطبقة العسكري في الرقة، إذ يصعب على المعارضة المسلحة حصاره لكونه يمتد على مساحة شاسعة.