سيطر الجيش اللبناني مساء الاثنين بالكامل على مجمع الشيخ السني المتشدد أحمد الأسير في مدينة صيدا (جنوب)، وذلك بعد معارك عنيفة تواصلت منذ الأحد مع أنصار الشيخ السني، بحسبما أفاد وكالة "فرانس برس"، في حين لم يعرف مكان وجود الأسير.

وقالت الوكالة إن الجيش كان موجودا في كل أرجاء المكان، وبدا عناصره "مرتاحين"، بعد أكثر من 24 ساعة من المعارك التي قتل فيها 16 جنديا، وتعد أخطر حوادث أمنية في لبنان منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة قبل أكثر من عامين.

وقد قتل 11 فردا من عناصر الجيش اللبناني بحسب مراسلتنا، في الاشتباكات بين أنصار الأسير والجيش اللبناني.

ووصفت الاشتباكات التي وقعت في محيط مسجد بلال بن رباح بالعنيفة جدا. كما وقع إطلاق النار في مخيم عين الحلوة بصيدا بين عناصر من جند الشام وفتح الإسلام من جهة، والجيش اللبناني من جهة أخرى.

وشهدت مدينة طرابلس شمالي البلاد اشتباكات بين الجيش ومسلحين أيضا.

ونعت قيادة الجيش في بيان صادر عنها جنودها الذين "استشهدوا في عبرا"، ضاحية صيدا، حيث تستمر المعارك العنيفة منذ بعد الظهر.

وتحدث سكان المنطقة عن استخدام أسلحة رشاشة وقذائف في هذه الاشتباكات المسلحة، وسادت حالة من الذعر بين الأهالي في محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا.

يذكر أن مسجد بلال بن رباح محاط منذ أشهر بتدابير أمنية مشددة على خلفية حوادث عدة بين الأسير وأنصاره من جهة والجيش اللبناني من جهة ثانية، وكذلك مع أنصار حزب الله.

ولم يكن الأسير معروفا قبل نحو سنتين، لكنه برز إلى الواجهة نتيجة مواقفه المعارضة للنظام السوري وحزب الله المتحالف معه.

وقد أثار الأسير الأسبوع الماضي ضجة عندما بادر أنصاره إلى إطلاق نار على شقق قريبة من المسجد يقول الأسير إن مسلحين من حزب الله يسكنونها ويقومون بمراقبته منها. وحصل تبادل إطلاق نار مع مسلحين من أنصار حزب الله تسبب بمقتل رجل وإصابة آخرين.

وأنذر الجيش في حينه بأنه سيتعامل بحزم مع كل ظهور مسلح.

ويشهد لبنان منذ أسابيع توترات أمنية متنقلة بين مختلف المناطق على خلفية النزاع السوري.