تباين تجاوب المصريين في مغترباتهم على دعوات التظاهر يوم 30 يونيو في مصر، فألغى بعضهم إجازته خوفا من حالة عدم استقرار تسود البلاد، والبعض الآخر أصر عل الذهاب والمشاركة على أرض الواقع، بينما هناك فئة أخرى لم تغير مشاريعها بقضاء الإجازة بعيدا عن مكان التجمع، ويتزامن ذلك مع استنفار أمني في مطار القاهرة الدولي.

على وقع 30 يونيو بدأ محمد، البالغ من العمر ثلاثين عاما، بتخطيط إجازته إلى مصر، فهو سيقابل أهله، وسيتجه للمشاركة بالمظاهرات لرفع كلمة "الشعب".

لا يعتبر محمد، المصري المغترب عن بلده، نفسه لا مع المعارضة ولا مع الإخوان، وإنما هو مع فكرة أن من يقوم بإدارة البلد عليه "مراعاة البلاد وأهلها،  لا أن يجرها وراء حزب واحد ملغيا وجود بقية التجمعات والكتل والتيارات السياسية".

ويقول ناشطون إن الرئيس المصري محمد مرسي، الذي يكمل عاما في الحكم نهاية الشهر الحالي، يعمل على "أخونة" الدولة دون أن ينجح في وقف ما تمر به البلاد من اضطراب سياسي وتدهور اقتصادي وانفلات أمني، منذ إطاحة سلفه حسني مبارك في احتجاجات شعبية عام 2011.

فجاءت دعوة قوى مدنية معارضة إلى التظاهر في 30 يونيو للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على خلفية حملة "تمرد" التي تقول إنها جمعت توقيعات لـ 15 مليون مصري يريدون سحب الثقة من مرسي.

إلغاء إجازة الصيف

أما مصطفى، وهو في الأربعينات من عمره، ويقيم في إحدى دول الخليج، فلجأ إلى تأجيل إجازته السنوية بصحبة عائلته كما اعتاد كل عام منذ بدأ عمله خارج مصر قبل سنوات عدة.

ويرجع مصطفى سبب تأجيل موعد إجازته "المعتاد" إلى "الخوف والقلق مما سينتج عن دعوات التظاهر أواخر الشهر الجاري".

ويكشف لموقع "سكاي نيوز عربية" عن قلقه بالقول: "رغم أننا نسكن في منطقة بعيدة عن المناطق المتوقع أن تشتعل فيها الاحتجاجات، فإنني أخشى من أن ندخل مصر ولا نتمكن من مغادرتها مرة أخرى".

ويبدو أن حالة القلق هذه سائدة لدى عائلات مغتربة عديدة أخرى، إذ تقول مريم، وهي مغتربة منذ 10 سنوات، إنها لن تقصد مصر هذا العام فـ"الوضع الأمني سيئ جدا منذ استلام مرسي الحكم".

وتتابع مريم: "سأحرم أطفالي من جديهما هذا العام أيضا. سنكتفي بالدردشة على (سكايب) هذا الصيف"، مضيفة أنه: "من الممكن أن يكون 30 يونيو قنبلة تفجر كل الأوضاع السيئة في مصر".

وقد اختارت قوى المعارضة المصرية التظاهر يوم 30 يونيو لأنه اليوم الذي يكمل فيه مرسي عاما كاملا في سدة الحكم.

مظاهرات أو اشتباكات.. لا فرق

وبين من يريد أن يقصد مصر للمشاركة في التغيير المنشود، ومن ألغى إجازته السنوية المعتادة ليبتعد عن الفوضى، هناك أسر أخرى لم تلغِ عادتها السنوية بقضاء الإجازة مع الأهل في مصر بعيدا عن أماكن التظاهر والاضطرابات.

مصطفى، 33 عاما، مغترب آخر بيته في مصر بمنطقة ريفية قريبة من القاهرة، وقد حدد إجازته قبل مدة، وهو "غير مهتم بما يحدث في مصر يوم 30 يونيو".

ويوقل لموقعنا: "سأمارس حياتي بشكل طبيعي، اللقاءات العائلية، الأصدقاء، كما أخطط لقضاء بعض الأيام في شرم الشيخ".

أما فيما يتعلق بشأن الأحداث في 30 يونيو، فيؤكد مصطفى، وهو مغترب منذ 10 سنوات، أن التظاهرات والتجمعات "ستكون محدودة في مناطق معينة في بعض المحافظات ولن تتأثر إجازته بالأحداث في هذا اليوم"، خاصة أن مصر "تجاوزت الكثير من الأحداث" حسب تعبيره.

"طوارئ" في مطار القاهرة

من جانب آخر، تتأهب الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة الدولى لتظاهرات 30 يونيو وذلك تحسبا لأى تداعيات لتلك التظاهرات على سير العمل وحركة السفر والوصول بالمطار.

ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط فقد تم وضع خطة طوارئ بالتنسيق بين كافة الجهات الأمنية تبدأ الجمعة 28 يونيو وتستمر حتى أول يوليو.

وقال مدير أمن مطار القاهرة  اللواء مجدى اليسرى "تقرر تكثيف الدوريات الأمنية بمحيط المطار وتدقيق إجراءات الأمن بالنسبة للركاب فى السفر والوصول وتدعيم وسائل التكنولوجيا الموجودة داخل وخارج صالات السفر والوصول بكاميرات حديثة لمتابعة سير الحركة أولا بأول لمواجهة أى طارئ.

من جانبه، أوضح اللواء مجدى علوان رئيس قطاع الأمن بالشركة القابضة لمصر للطيران أنه تقرر تنفيذ الخطة (ج) وإعلان حالة الطوارئ, والتى تشمل رفع درجة الاستعداد القصوى وتفتيش الركاب بنسبة 100% وزيادة تأمين حراسة الطائرات على أرض المهبط وغلق الطائرات التى ليس لها جداول تشغيل إضافة إلى دوريات سيارة على مدار اليوم حول أسوار المطار.