أيدت محكمة الاستئناف بمحافظة المنستير بتونس الحكم بالسجن لسبع سنوات ونصف سنة مع النفاذ بحق الشاب التونسي جابر الماجري الذي نشر على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك صورا كاريكاتورية "مسيئة" للرسول.

وقال أحمد مسلمي،محامي الماجري، لرويترز إن المحكمة أيدت حكم السجن الذي أصدرته في مارس الماضي المحكمة الابتدائية بمحافظة المهدية.

ويلاحق جابر الماجري في هذه القضية مع صديقه غازي الباجي (28 عاما) الذي هرب إلى أوروبا، وحكم عليه غيابيا بالسجن للمدة نفسها.

وكان الباجي نشر في يوليو 2011 على موقع إلكتروني مجاني لنشر الكتابات الاجتماعية كتابا بعنوان "وهم الإسلام"، فيما نشر الماجري على صفحته على موقع فيسبوك صورا كاريكاتورية وكتابات ساخرة عن الإسلام مقتطفة من كتاب الباجي.

وقال مسلمي،الاثنين، "نحن ندرك أهمية احترام المقدسات، لكن الحكم قاس ولا يحترم حقوق الإنسان"، من دون أن يستبعد اللجوء إلى النقض.

وأضاف أن "هذا الحكم القاسي يمكن اعتباره نوعا من التعذيب"، معربا عن أسفه لأن محكمة الاستئناف لم تأخذ في الاعتبار طلب الدفاع إخضاع الشاب للفحص الطبي نظرا لأن الماجري يعاني من "إضطراب في السلوك، كما ينبغي أخذ ظروفه الاجتماعية في الاعتبار".

وذكّر المحامي بأن الماجري عاطل عن العمل منذ 6 سنوات، وقال إن "اليأس والإهمال الذي يعاني منه قسم كبير من شباب تونس يجعلهم يفعلون أشياء هم أنفسهم غير مقتنعين بها".

جدير بالذكر أن الشابين حوكما بناء على دعوى قضائية أقامها ضدهما المحامي فؤاد الشيخ الزوالي، الذي اعتبر أنهما "أساءا إلى النبي محمد بواسطة صور وكتابات، وأساءا إلى قيم الإسلام المقدسة، وتسببا في فتنة بين المسلمين".

وكانت المنظمة الحقوقية الأميركية "هيومن رايتس ووتش" طالبت في بيان أصدرته في السادس من أبريل 2012 السلطات التونسية بـ"إلغاء القوانين القمعية الموروثة عن فترة (حكم الرئيس السابق زين العابدين) بن علي"، وبوقف تتبع الماجري والباجي.

وقالت المنظمة في بيانها "ربما أساء جابر الماجري وغازي الباجي إلى بعض التونسيين بسبب ما قاما بنشره، ولكن لا يمكن أن يكون ذلك سببا لسجنهما".