اعترف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الاثنين، أن الولايات المتحدة تأخرت في بذل الجهد المطلوب لإنهاء الحرب في سوريا. وقال إن بلاده "بدأت متأخرة لوقف الحرب في سوريا"، وأضاف أن "واشنطن تحاول حاليا مع آخرين منع الانهيار الكامل لهذه الدولة".

وقال كيري في مؤتمر صحفي في العاصمة الأميركية واشنطن: "نحاول منع العنف الطائفي من جر سوريا إلى انهيار كامل وتام، تتفكك فيه إلى جيوب وتدمر مؤسسات الدولة، ويعلم الله كم سيكون عدد اللاجئين الإضافيين، وكم عدد الأبرياء الذين سيقتلون".

من جهة ثانية، كشف مسؤولون أميركيون، الاثنين، أن واشنطن ستنشر صواريخ باتريوت ومقاتلات "إف-16" في الأردن، بهدف إجراء مناورات عسكرية، مع إمكان احتفاظ عمّان ببعض هذه الأسلحة لاحقاً.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية اللفتنانت كولونيل تي. جي. تايلور في بيان إنه "تم السماح بنشر صواريخ باتريوت ومقاتلات إف-16 في الأردن من أجل مناورات" أطلق عليها اسم "الأسد المتأهب" أو "إيغر لايون". وأضاف: "بهدف تعزيز قدرة الأردن وموقعه الدفاعي، يمكن أن تبقى بعض هذه المعدات في مكانها بعد المناورات بناء على طلب الحكومة الأردنية".

ومن شأن القرار بإبقاء هذه الأسلحة في الأردن إثارة مزيد من التكهنات حول تدخل عسكري أميركي محتمل في سوريا، رغم أن الأمر غير وارد حتى الآن بالنسبة إلى البيت الأبيض.

ولم يوضح المسؤولون الأميركيون عدد مقاتلات إف-16 التي ستشارك في هذه المناورات، ولا عدد تلك التي ستبقى في الأردن. وسبق أن دعمت الولايات المتحدة عملية مماثلة في بداية العام في تركيا، حين نشر الحلف الأطلسي صواريخ باتريوت على طول الحدود التركية السورية.

ويأتي قرار الولايات المتحدة بالنسبة إلى الأردن بعد تحذيرات عدة وجهتها واشنطن إلى النظام السوري، وخصوصاً في شأن تسليح حزب الله اللبناني حليف دمشق. وفي أبريل، كشف وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل أنه تم نشر 150 جندياً أميركياً إضافياً في الأردن منذ العام الفائت ليرتفع عدد هؤلاء في المملكة إلى أكثر من 200 جندي.

احتدام المعارك بالقصير

وعلى صعيد المواجهات الميدانية في سوريا، قال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة الثورية هادي العبد الله "إن الحملة العسكرية على مدينة القصير اشتدت" الاثنين، حيث شنت الطائرات العسكرية التابعة للحكومة السورية "6 غرات جوية على المدينة"، وأضاف أن "عناصر من حزب الله أطلقوا صواريخ أرض أرض على المدينة من بلدة الهرمل"، شمال شرقي لبنان.

وأوضح العبد الله في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، "أن القصف على القصير (جوب غربي سوريا) بات روتينا قاسيا، في محاولة من مقاتلي حزب الله اقتحام المدينة، فضلا عن الاشتباكات العنيفة التي مازالت مستمرة"، منذ أكثر من أسبوعين.

وقال إن مقاتلي المعارضة السورية "صدوا هجومين لعناصر من حزب الله على المدينة" التي تبعد 15 كم عن الحدود اللبنانية، وقد تزامن ذلك "مع وصول مقاتلين من المعارضة السورية من مدن سورية أخرى لمساندة مقاتلي الجيش الحر في القصير".

وأشار العبد الله إلى أن "أبرز ما تواجهه مدينة القصير حاليا على الصعيد الإنساني، هو ازدياد عدد الجرحى الذي بلغ 950 جريحا". وقال "إن جراح بعضهم تعفنت، وهو ما دفع الأطباء إلى بتر أطراف بعضهم". كما تحدث العبد الله عن "نقص في مياه الشرب والمواد الغذائية وانتشار الأمراض بسبب الحصار المفروض على المدينة".

وقال إن "قناصة من حزب الله والجيش السوري يسيطرون على مداخل المدينة"، في حين "يسطر الثوار على 80 في المائة من مساحتها، لا سيما قريتي الضبعة والبويضة وبعض القرى في محيط المدينة".