أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الجمعة، عن اعتقاده بأن روسيا جادة في العمل لإيجاد تسوية سلمية للأزمة السورية. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي مع نظيرة الألماني غيدو فيسترفيله، في واشنطن، إن مؤتمر جنيف سيشكل اختبارا للنيات الروسية.

لكن كيري قال، إن تسليم روسيا أسلحة لسوريا له تأثير سلبي للغاية.

وتابع: "لقد تحدثنا أنا وغيدو (فيسترفيله) لتونا عن أهمية التوصل إلى حل سلمي، كلانا ملتزم إلى جانب الروس وآخرين بهدف محاولة جلب الأطراف إلى طاولة الحوار في جنيف لتنفيذ اتفاق جنيف 1، الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية مشتركة وسلطات تنفيذية. هذا ما التزم به الروس ونحن كذلك، وهذا بداية العمل للتوصل لحل سلمي".    

وتطرق كيري إلى مؤتمر جنيف 2، المزمع عقده في منتصف يونيو قائلا: "لن أتحدث عن تداعيات عدم مشاركة المعارضة لأنني مقتنع أن المعارضة ستشارك، ولكن أفهم ما يشعر أعضاؤها، بعد تدخل حزب الله، وعناصر من إيران، وهذا يغير قواعد اللعبة".

وأكد أن "الجميع مقتنعون أن الحل الأنسب هو الحل السياسي"، حسب ما أفاد مراسلنا.

وعبر وزير الخارجية الألماني بدوره عن قلق بلاده البالغ إزاء تقارير عن إرسال أسلحة روسية للنظام السوري.

وقال فيسترفيله إن تدفق الأسلحة لسوريا من شأنه تعريض مؤتمر جنيف للفشل.

ورأى أن نقل أسلحة إلى نظام الأسد "خطر للغاية".

صفقة مقاتلات "ميغ 29"

من جانب آخر، قالت شركة روسية تصنع الطائرات من طراز ميغ، الجمعة، إنها تعتزم توقيع اتفاقية جديدة لشحن ما لا يقل عن 10 طائرات قتال نفاثة لسوريا، في خطوة تأتي وسط انتقادات دولية بسبب صفقات سابقة لبيع أسلحة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المدير العام لشركة ميغ، سيرغي كوروتكوف، إن وفدا سوريا يزور موسكو حاليا لمناقشة بنود الصفقة ومواعيد التسليم في عقد جديد خاص بتوريد مقاتلات من طراز "ميغ- 29 إم/ إم 2 " المقاتلة إلى سوريا.

وفي تصريحات أدلى بها لوكالات الأنباء الروسية، قال كورتكوف إن سوريا ترغب في شراء "أكثر من 10" من هذه المقاتلات، غير أنه لم يكشف عن عدد الطائرات تحديدا.

وأكدت روسيا استمرارها في تنفيذ صفقات السلاح المبرمة مع دمشق رغم الانتقادات الغربية، وشددت موسكو على ان تلك الصفقات لا صلة لها بالصراع السوري.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن مصادر عسكرية قولها إنه من المستبعد تسليم دمشق صواريخ إس 300 قبل الخريف المقبل.

ودافع مساعد رفيع للرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الجمعة، عن حق بلاده في تسليم أسلحة للحكومة السورية.

وقال يوري يوشاكوف، مساعد بوتن لشؤون السياسة الخارجية، إن روسيا ستفي بتعاقداتها الخاصة بالأسلحة المبرمة مع الحكومة السورية رغم الانتقادات الغربية.

وانتقد المسؤول الروسي قرار الاتحاد الأوروبي بعدم تمديد حظر السلاح المفروض على سوريا، وهو ما يعني السماح بتسليح المعارضة.

وقال إن القرار "غير بناء" بالنسبة للاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 المنتظر.

وقال مصدر في قطاع صناعة السلاح لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن عملية تسليم  صواريخ إس 300 إلى قوات السورية الحكومية قد يتم تسريعها، إذا نفذت دول مجاورة غارات جوية على سوريا، أو فرض عليها نظام للحظر الجوي.

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن من غير المرجح أن تسلم موسكو الشحنة المضادة للطائرات لسوريا قبل الخريف.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "فيما يتعلق بتسليم (صواريخ) إس-300 لن يبدأ قبل الخريف. الأمر فنيا ممكن لكن الكثير يعتمد على كيف سيتطور الوضع في المنطقة وموقف الدول الغربية".

ووعدت روسيا بتنفيذ اتفاق لتسليم صواريخ طويلة المدى مضادة للطائرات لسوريا، وقالت إنها تأمل أن يردع ذلك التدخل العسكري الأجنبي في سوريا.

ويمكن لصواريخ إس 300 أن تطارد طائرات مأهولة وتعترض صواريخ موجهة وقال خبراء غربيون إن تسليمها لسوريا يحسن فرص الرئيس السوري للبقاء في السلطة.

جبهة النصرة إلى لائحة الإرهاب

على صعيد آخر، أضاف مجلس الأمن، الجمعة، "جبهة النصرة" إلى لائحة المنظمات التي يعتبرها "إرهابية"، التي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم القاعدة.

استمرا ر المعارك في القصير

ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، التابع للمعارضة، أن مئات من مقاتلي المعارضة من شمال سوريا نجحوا في دخول مدينة القصير المحاصرة، الجمعة، لمساعدة المقاتلين الذين يخوضون معارك ضد القوات الحكومية المدعومة بمسلحي حزب الله اللبناني.

وقال المرصد  إن مئات المقاتلين من لواء التوحيد، وهي جماعة إسلامية من حلب في الشمال، دخلوا البلدة.

وأكد لواء التوحيد النبأ عبر صفحته على موقع "فيسبوك".

وتهدف معركة القصير، التي بدأت منذ أسبوعين، إلى تأمين طرق الإمداد قرب الحدود بين سوريا ولبنان التي يتبادل الجانبان الاتهامات باستغلالها لدعم قواتهم داخل سوريا.

من جهة أخرى ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نحو 40 شخصا قتلوا في محافظات سورية مختلفة، معظمهم في حمص.

كما قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الحكومية أعدمت نحو 50 سجينا في سجن حلب المركزي.

وكانت مصادر في السجن قالت إن القوات دفنت 100 جثة في باحة السجن. ولم يتسن لنا التأكد من الخبر من مصدر مستقل. 

وفي درعا اندلعت النيران في أحد أقسام المشفى الوطني جراء القصف على منطقة المحطة وبلدة النعيمة.

فيما اندلعت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في محيط بلدة المليحة بالغوطة الشرقية لريف دمشق.