قرر محافظ شمال سيناء استضافة الفلسطينيين العالقين في معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة ومصر، بالمدينة الشبابية في العريش لحين انتهاء أزمة إغلاق المعبر، حسب ما ذكر مراسل سكاي نيوز عربية.

جاء ذلك في وقت أغلقت فيه عناصر الشرطة منفذ العوجة المخصص لنقل البضائع إلى قطاع غزة لحين عودة زملائهم المختطفين.

وكان الجنود المصريون أغلقوا أيضا معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على اختطاف الجنود المصريين السبعة.

يذكر أن مسلحين مجهولين اختطفوا 7 جنود، منهم 3 يتبعون الشرطة، ومثلهم من أمن الموانئ، وواحد فقط يتبع القوات المسلحة صباح الخميس الماضي، على طريق العريش الشيخ زويد الدولي بشمال سيناء.

وألقى إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر، بظلاله على مئات المسافرين الفلسطينيين، إذ قالت حكومة حركة حماس المقالة في غزة الأحد إن نحو 2400 فلسطيني عالقون في الجانب المصري من معبر رفح.

وذكرت هيئة الحدود والمعابر في الحكومة المقالة، أن هؤلاء "يفترشون الأرض أمام معبر رفح في ظل ظروف قاسية خاصة أن الكثيرين منهم عادوا بعد إجراء عمليات جراحية في الخارج أو أنهم أشخاص طاعنون في السن وأطفال."

وأكدت الهيئة استمرار الاتصالات مع القيادة المصرية للعمل على فتح معبر رفح بأسرع وقت لإنهاء أزمة العالقين، وعودة العمل للمعبر بشكل طبيعي كالمعتاد.

بدورها قالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة على موقعها الإلكتروني، إنه لم يطرأ أي جديد بخصوص "المعبر"، حسب ما ذكرت وكالة "د ب أ ".

وكان وكيل وزارة الخارجية في الحكومة المقالة غازي حمد، أعلن السبت ، أن اتصالات ما زالت مستمرة تجري على أعلى المستويات في مصر لفتح معبر رفح وعودة العالقين سواء كانوا مواطنين أو نوابا أو مسؤولين.

وأعرب حمد عن أمله بحل أزمة المجندين المصريين المختطفين بأسرع وقت.

وقالت فلسطينية تنتظر قرب المعبر لـ"سكاي نيوز عربية": "لقد أغلقوا المعبر بشكل مفاجئ دون تحذيرنا وها نحن ننتظر بالقرب منه منذ ساعات الصباح الأولى أملا في أن يعيد فتحه".

وأضافت: "لا أعلم لماذا يتعرض المعبر الخاص بغزة لإغلاق مستمر ومشكلات كثيرة، لماذا لا نرى هذا في غيره من المعابر بأنحاء العالم".

من جهته، أكد فلسطيني آخر لـسكاي نيوز عربية أنه دخل إلى قطاع غزة في زيارة تستمر 24 ساعة فقط، إلا أنه "علق الآن ولا يتمكن من الخروج".

وكان مدير المعابر الفلسطيني ماهر أبو صبحة، قال السبت إن "فشل الجهود المصرية بالإفراج عن المجندين السبعة المختطفين بشمال سيناء يبقي معبر رفح مغلقا إلى حين انتهاء الاعتصام المنظم على الجانب المصري".

ودعا الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري، السلطات المصرية، إلى "إعادة فتح معبر رفح". وأضاف في تصريح صحافي "نعتبر إغلاق (معبر رفح) عملا غير مبرر، يتسبب في الإضرار بمئات المرضى وذوي الحاجات العالقين على الجانبين".

وقال: "يجب علاج أي مشاكل مصرية داخلية بعيدا عن التأثير على الشعب الفلسطيني".

وذكرت مصادر فلسطينية، الجمعة، لـ"سكاي نيوز عربية" أن قرارا وشيكا لوزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، سيتم اتخاذه بإغلاق الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية.

مرسي يلتقي وزيري الدفاع والداخلية

وعلى خلفية هذه الأحداث، التقى الرئيس المصري محمد مرسي في قصر الرئاسة، وزيري الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات العامة، حسب ما أفاد مراسلنا.

وأضاف أن اللقاء تناول تطورات الوضع الأمني في سيناء، والجهود التي تستهدف الإفراج عن الجنود المختطفين، وإجراءات التعامل مع القضية.

تعزيزات عسكرية في سيناء

وفى الوقت الذي كانت تتم فيه المفاوضات، الجمعة، دفعت القوات المسلحة المصرية بتعزيزات كبيرة وقوية من مدرعات ومجنزرات ومصفحات وجنود وقوات من الصاعقة وهى قادمة من الجيش الثالث الميداني، وعبرت إلى سيناء عن طريق نفق الشهيد أحمد حمدي وتمركزت في مناطق وسط سيناء وذلك طبقا لروايات الشهود من مناطق وسط سيناء وكذلك هناك حملات أمنية كبيرة من الشرطة في سيناء حيث أصبحت سيناء ثكنة عسكرية وشرطية.

وأكدت مصادر أن هناك تدخلات من حماس في الإفراج عن الجنود المخطوفين وذلك بعد لقاءات واتصالات تمت بين الأجهزة الأمنية وقيادات من حماس وبعد الاجتماع الذى تم بين مدير أمن شمال سيناء اللواء سميح بشادى ومسؤلين من حماس بحضور قيادات من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين.

مفاوضات متعثرة مع الخاطفين

ومازالت مفاوضات متعثرة تجري مع الخاطفين وسط توقعات بحدوث مواجهة أمنية في حال استمر تعنت الخاطفين وذلك عقب وصول تعزيزات أمنية كبيرة إلى سيناء.

وأعلنت مصادر أمنية أن مطالب الخاطفين زادت عن الحد المقبول والمسموح به بعد أن اقتربت المفاوضات من نهايتها بين الأجهزة الأمنية ومشايخ القبائل ومشايخ الجهادية والسلفية من جانب، وخاطفي الجنود من جانب آخر.

وبعد أن أوشك أن يتم الإفراج عن الجنود السبعة المخطوفين في سيناء، مقابل تحسين أوضاع السجناء ونقلهم من سجن استقبال طرة إلى سجن العقرب ومع بدء قرب عملية الإفراج عنهم بطريقة تحفظ للدولة هيبتها.

وأشارت إلى أن الخاطفين طالبوا بالإفراج عن جميع السجناء وفى جميع السجون، وكذلك الإفراج عن السجناء على خلفية تفجيرات طابا وشرم الشيخ وأحداث قسم شرطة ثان العريش.

ووصفت المصادر هذه المطالب بأنها "تعجيزية ومخالفة صريحة لكل القوانين والأعراف"، ولهذا تعثرت المفاوضات بعد أن أوشكت على انتهائها.